
البطريرك بيتسابالا: الكنيسة في الأرض المقدّسة لن تخاف من المتطرّفين
وسط الاحتجاجات المستمرّة في إسرائيل على الإصلاح القضائي المثير للجدل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتوترات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربيّة وغزة، لا يزال المتطرّفون يستهدفون المجتمعات المسيحيّة.
وقعت الحادثة الأخيرة يوم الأحد 26 مارس، في مدينة الناصرة، حيث دخل شاب ثلاثي الكنيسة المارونيّة قبيل الاحتفال بالقداس، وطلب بنبرة عاليّة التحدّث مع كاهن الرعيّة، وعندما رفض الكاهن ذلك بسبب انشغاله بتحضيرات القدّاس، خرج الشاب إلى الساحة ووقف عند مدخل الكنيسة وأخذ يقرأ مقاطع من القرآن تتحدّث عن “الكافرين وعقابهم”، حتى تمكنت مجموعة من الحاضرين من إقناعه بالمغادرة.
وقبل ذلك، وتحديدًا في 23 مارس الحالي، دخل خمسة رجال ملثمين، مسلحين بالهراوات، بالقوّة إلى مدرسة الراهبات الساليزيان في الناصرة، طالبين من الراهبات أن يردّدن “رمضان كريم”. إلا أنّ الراهبات رفضنّ، ونجحنّ في إخراج الرجال من المبنى.
ووقع هذا الحادث بعد أكثر من أسبوع من استهداف مدرسة كاثوليكيّة تديرها الراهبات الفرنسيسكان في الناصرة بطلقات ناريّة أطلقها رجلين مجهولين، ولحسن الحظ لم يتسبب الحادث في وقوع ضحايا. كما وأتى بعد أيام قليلة من هجوم رجلين إسرائيليين متطرّفين على كنيسة رقاد العذراء للروم الأرثوذكس، في الجسمانيّة، بمدينة القدس الشرقيّة المحتلة.
وأصبحت الهجمات التي تستهدف الكنائس والمقابر والممتلكات المسيحيّة، بالإضافة إلى الإساءة الجسديّة واللفظيّة ضد رجال الدين المسيحيين، وخاصة من قبل المستوطنين الإسرائيليين المتطرّفين، أمرًا شبه يومي في الآونة الأخيرة. وقد ازدادت بشكل ملحوظ منذ تشكيل الائتلاف اليميني المتطرّف الجديد، حكومة بنيامين نتنياهو، في ديسمبر 2022.
وتشمل أهداف المتطرّفين المباني الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة. وقعت إحدى الحوادث الأخيرة يوم رأس السنة الجديدة عندما قام رجلان بتحطيم شواهد القبور والصلبان في المقبرة الأنغليكانيّة التاريخيّة، قرب البلدة القديمة بالقدس. كما أعرب العديد من الكهنة والرهبان الأرمن والسريان عن تعرّضهم لمضايقات متكررة وعنف لفظي.
وتعليقًا على هذه الأحداث، قال البطريرك بييرباتيتسا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، إنّ الكنيسة قلقة، ولكن لا يخيفها المتطرّفون، مشيرًا إلى أن ليس كل المسلمين متعصبين، ولا أيضًا اليهود. وقال: “لن نسمح لعدد قليل من المجرمين المختلين بإملاء أجندتنا”.
وأضاف: “لدينا شيء أكبر من كره هؤلاء الناس. التطرّف هو نفسه، لكننا لسنا خائفين. نحن ندرك جيدًا أن المناخ العام سلبي نوعًا ما، ونحن نتجه نحو تصاعد العنف، ولكن يجب ألا نخاف”. وجدّد غبطته على الحاجة لاستمرار التعاون بين الأديان. وقال: “بصفتنا مجتمعًا مسيحيًّا، يجب أن نعمل ونتعاون لبناء مجتمعات تضامن، دون أن نخاف من بعض المتطرفين”.
من جهته، قال المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي للاتين في إسرائيل، في حديث لإذاعة راديو مريم: “المسيحيون هم مجتمع صغير في هذا البلد، في مواجهة العديد من الحركات الأصوليّة من جميع الأديان”. وأضاف: “لدينا رسالة هنا، وهي أن نشهد بشجاعةٍ لإنجيل السيد المسيح في المصالحة. يجب علينا جميعًا القيام بدورنا في العيش معًا بشكل جيّد”.
على مدار الأشهر الماضيّة، حذر رؤساء الكنائس في الأرض المقدسة، مرارًا وتكرارًا، من أن مجتمعاتهم مهددة بالطرد من المنطقة من قبل الجماعات المتطرفة الإسرائيلية. وبعد الهجوم الأخير على كنيسة رقاد العذراء، طالبت بطريركية القدس الأرثوذكسيّة “اتخاذ إجراءات قانونيّة ضد جميع المتورطين في جرائم إرهابية ضد أي مكان مقدّس”، داعيّة إلى التدخّل الدوليّ لحماية المسيحيين في القدس وأماكنهم المقدّسة.
(المصدر أبونا)
ـــــــــــــ
ويقدّم الشكر على الاستجابة السخيّة لإغاثة منكوبي الزلزال
وجّه البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، رسالة شكر إلى المؤمنين وذوي الإرادة الصالحة في أبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة، على “استجابتهم السخيّة” للنداء الذي أطلقه لإغاثة المتضرّرين من الزلزال الذي ضرب أجزاء في جنوب تركيا وشمال سورية، في فبراير الماضي.
وكانت البطريركيّة اللاتينيّة قد أطلقت حملة لإغاثة المنكوبين من خلال تخصيص تبرعات قداديس الأحد 12 فبراير والأحد 19 فبراير الماضي، كما شجّعت الرعايا والإكليريكيات والحركات الرسوليّة والجمعيات الرهبانيّة في الأبرشيّة على إطلاق المبادرات الخاصة في هذا الشأن.
ولفت البطريرك بيتسابالا في الرسالة التي نشرها موقع البطريركيّة اللاتينيّة، إلى أنّ “جميع أبناء رعايا الأبرشيّة، والعديد من الجمعيات الرهبانيّة والعائلات والأفراد، وكهنة البطريركيّة اللاتينيّة وكهنة آخرون، وشخصيات من خارج الأبرشية وفروا جزءًا من معيشتهم، قد لبّوا النداء دون تردد أو توانٍ”، وقد بلغ مجموع ما تم جمعه لغاية الآن 260.994.10 دولار أمريكي.
وأشار بطريرك القدس للاتين إلى أنّ بعض الرعايا والمدارس تميّزت بعطائها الكبير، بالإضافة إلى عدد من الجماعات الرهبانيّة المختلفة في الأرض المقدّسة، مجدّدًا الشكر لجميع الرعايا والجمعيات والأفراد الذين لبوا النداء من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح غبطته أنّه “بناءً على طلب العديد من أبناء رعايانا، سيتم توفير حاجة الجماعة المسيحيّة في سوريا أولاً، والتي تربطنا بها علاقة أكبر، دون إهمال احتياجات نيابة الأناضول في تركيا”، حيث سيتم “التواصل فورًا مع النيابة الرسوليّة في حلب والأناضول لإرسال ما جمعناه”.
(المصدر أبونا)