أخبار مشرقية

أكثر من 52 ألف شخص لقوا مصرعهم العقد الماضي

نائب جمهوري يدعو الإدارة الأمريكية إلى إدراج نيجيريا على قائمة المراقبة للحريات الدينية

دعا النائب الجمهوري كريس سميث، رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الإفريقية في مجلس النواب الأمريكي، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد نيجيريا بسبب تصاعد أعمال العنف التي تستهدف المسيحيين هناك. وطالب الإدارة الأمريكية بإدراج نيجيريا ضمن قائمة “الدول المثيرة للقلق” فيما يتعلق بالحريات الدينية، مشددًا على خطورة الأوضاع في الدولة الإفريقية الأكثر سكانًا.

وشهدت نيجيريا خلال العقد الأخير تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات التي تستهدف المسيحيين، حيث أفادت تقارير حقوقية بأن أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب انتمائهم الديني، وكان من بين أحدث تلك الهجمات مجزرة في ولاية بلاتو خلال ديسمبر الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات.

وبينما تُرجع بعض التقارير الإعلامية أسباب هذه الصراعات إلى نزاعات على الأراضي بين المزارعين والرعاة، يرى خبراء في الحريات الدينية أن هذه الهجمات جزء من حملة منظمة تهدف إلى تقليص الوجود المسيحي في نيجيريا، مع تواطؤ حكومي ضمني.

في شهادة قدمها أمام الكونجرس، حذر المطران ولفريد شيكبا أناجبي، أسقف أبرشية ماكوردي، من وجود “مخطط طويل الأمد” يسعى إلى إضعاف الهوية المسيحية في البلاد عبر وسائل متعددة، من بينها عمليات القتل والاختطاف والاعتداءات المتكررة على الكنائس والمزارع التي يمتلكها المسيحيون. وأشار إلى أن هذه الاعتداءات غالبًا ما تمر دون أي تدخل حكومي، مما يعزز حالة الإفلات من العقاب.

يُلزم قانون الحرية الدينية الدولي الإدارة الأمريكية بتقييم الدول التي تشهد “انتهاكات جسيمة” للحريات الدينية، وتصنيفها ضمن قائمة “الدول المثيرة للقلق” (CPC). ويترتب على هذا التصنيف فرض عقوبات اقتصادية وسياسية في حال استمرار الانتهاكات دون معالجة.

اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، وهي هيئة مستقلة مختصة بمراقبة الحريات الدينية حول العالم، طالبت مرارًا بتصنيف نيجيريا ضمن هذه القائمة، محذرة من أن العنف الديني في البلاد بلغ مستويات غير مسبوقة تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا.

في حين يدفع النائب سميث باتجاه اتخاذ إجراءات صارمة ضد نيجيريا، حذرت النائبة الديمقراطية سارا جاكوبس من أن الأزمة هناك أكثر تعقيدًا، مشيرة إلى أن عوامل أخرى مثل الأوضاع الاقتصادية والبيئية تلعب دورًا في الصراع. كما أعربت عن قلقها من أن خفض المساعدات الأمريكية قد يزيد الأوضاع سوءًا بدلًا من حلها.

بدورها، أكدت نينا شيا، مديرة مركز الحريات الدينية في معهد هادسون، أن نيجيريا أصبحت أخطر بلد في العالم بالنسبة للمسيحيين، مشيرة إلى أن عدد الضحايا في هذا البلد يتجاوز عدد القتلى في باقي الدول المجتمعة.

(عنكاوا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى