روحانيات مسيحـية

الله يعمل بحنان في أرض حياتنا وينتظر بثقة عودتنا إليه

نظرًا لمواصلة عدم تمكن البابا فرنسيس من التلاوة المعتادة لصلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين، الأحد 23 مارس، والتحدث إليهم قبل وبعد تلاوتها؛ نشرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي النص الذي أعده الأب الأقدس لهذه المناسبة.

وانطلق البابا فرنسيس من قراءة اليوم حيث يحدثنا الإنجيل عن “صبر الله” الذي يحثنا على أن نجعل حياتنا زمن توبة. وتوقف الأب الأقدس عند كلمات يسوع الذي تحدث في هذا السياق بمَثل التينة التي لا تثمر حيث قال المعلم: “كانَ لِرَجُلٍ تينَةٌ مَغروسَةٌ في كَرمِه، فجاءَ يَطلُبُ ثَمَراً علَيها فلَم يَجِدْ. فقالَ لِلكَرَّام: ((إنِّي آتي مُنذُ ثَلاثِ سَنَواتٍ إِلى التِّينَةِ هذه أَطُلبُ ثَمَراً علَيها فلا أَجِد، فَاقطَعْها! لِماذا تُعَطِّلُ الأَرض؟)) فأَجابَه: ((سيِّدي، دَعْها هذِه السَّنَةَ أَيضاً، حتَّى أَقلِبَ الأَرضَ مِن حَولِها وأُلْقِيَ سَماداً. فَلُرَّبما تُثمِرُ في العامِ المُقبِل وإِلاَّ فتَقطَعُها)). وتابع البابا فرنسيس أن هذا الكَرَّام الذي لا يريد قطع الشجرة هو الرب الذي يعمل بحنان في أرض حياتنا وينتظر بثقة عودتنا إليه.

الأوضاع في غزة أكثر صعوبة وألمًا

تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن أنه قد اختبر بنفسه خلال فترة علاجه في المستشفى صبر الرب هذا، وأضاف أنه يرى هذا الصبر منعكسا أيضا في الرعاية التي لا تعرف الكلل من قِبل الأطباء والعاملين الصحيين، كما ويراه من جهة أخرى في اهتمام عائلات المرضى ورجائها. وأراد الأب الأقدس هنا التشديد على أن هذا الصبر المفعم بالثقة والمتجذر في محبة الله التي لا تغيب أبدًا هو أمر ضروري بالنسبة لحياتنا، وخاصة من أجل مواجهة الأوضاع الأكثر صعوبة وألمًا.

انتقل البابا فرنسيس بعد ذلك إلى ما يحدث في العالم فأكد ألمه أمام عودة القصف الإسرائيلي العنيف لقطاع غزة وما يسفر عنه من أعداد كبيرة من الموتى والجرحى، ونادى قداسته بأن يصمت السلاح فورً وأن تتوفر الشجاعة من أجل العودة إلى الحوار كي يتم إطلاق سراح جميع الرهائن ويتم بلوغ وقف نهائي لإطلاق النار. وأراد البابا الإشارة هنا إلى أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة هي مجدَّدا خطيرة جدًا وأكد أن هذا يتطلب التزامًا عاجلًا من قِبل الأطراف المتحاربة والجماعة الدولية.

وفي مواصلته التطرق إلى القضايا العالمية أعرب البابا فرنسيس عن فرحه لتوصل أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاق على نص نهائي لاتفاقية سلام، وأكد الأب الأقدس رجاءه أن يتم في أقرب وقت ممكن توقيع هذه الاتفاقية وذلك من أجل الإسهام في تحقيق سلام دائم في منطقة جنوب القوقاز.

ودعا البابا إلى مواصلة المؤمنين الصلاة من أجله بصبر ومثابرة وشكرهم كثيرا على هذا وأكد أنه يصلي من جانبه من أجل الجميع. وواصل داعيًا إلى أن نتضرع معا من أجل إنهاء الحروب وبلوغ السلام وذلك بشكل خاص في أوكرانيا المتألمة وفي فلسطين وإسرائيل ولبنان وميانمار والسودان والكونغو الديمقراطية. ثم ختم الأب الأقدس متضرعا كي تحرسنا مريم العذراء وتواصل مرافقتنا في مسيرتنا نحو الفصح.   

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى