
تحت رعاية الرئيس السيسي.. مصر تحتضن فعاليات النسخة الـ43 من المؤتمر الكشفي العالمي
احتضنت القاهرة في الفترة من 17 إلى 23 أغسطس، فعاليات مؤتمر الكشف العالمي الـ43 الذي عقد بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة 176 منظمة كشفية وطنية. وشارك في المؤتمر أكثر من 2000 مشارك من بينهم وفود رفيعة وممثلون عن هيئات دولية وأممية. وناقش المؤتمر قضايا مثل الاستدامة البيئية والسلام بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، كما احتفل المؤتمر بالمساهمات الهامة التي قامت بها الكشافة حول العالم. هذا والمؤتمر الكشفي العالمي هو الهيئة الحاكمة أو الجمعية العامة للمنظمة العالمية للحركة الكشفية.
ويقام المؤتمر كل ثلاث سنوات، ويوفر فرصة للجمعيات الأعضاء للعب دور نشط في تشكيل المعايير والسياسات والأهداف المشتركة للحركة الكشفية في جميع أنحاء العالم، ويحدد المؤتمر السياسة العامة للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، ويتخذ قرارات لتعزيز أهداف ومصالح الحركة الكشفية، كما يقوم المؤتمر بانتخاب الأعضاء أصحاب حق التصويت في اللجنة الكشفية العالمية والاعتراف بقبول جمعيات كأعضاء جدد في الحركة، ويتخذ قرارات بشأن الدول المضيفة للأحداث الكشفية العالمية المستقبلية.
وتقدم للانتخابات 26 مرشح يمثلون 26 دولة، تنافسوا على 12 مقعد، وهو عدد أعضاء اللجنة الكشفية العالمية.
وألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء خلال فعاليات افتتاح المؤتمر العالمي الذي أقيم بقصر القبة الرئاسي، بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وبمشاركة أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، وأحمد هنداوي الأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، وعددٍ من الوزراء وكبار المسئولين، ومنتسبي الحركة الكشفية المصرية والعالمية المشاركين بالمؤتمر. واعتبر رئيس الوزراء أن انعقاد المؤتمر في مصر وإعطائه الرعاية الرئاسية والدعم الشامل من الحكومة المصرية، هو دليلٌ على الاعتراف بإيمان الدولة المصرية بدورِ الكشافة في بناء الإنسان، كما يعكس التزامها الراسخ بتفعيل دور الشباب في التنمية المستدامة وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة .
وأضاف: أن العالم اليوم يشهد تغيرات متسارعة تتطلب من الحكومات البحث في كُلِ آلية ممكنة لدفع الشباب للأمام وتزويدهم بمهارات القرن 21، ومواكبة الركب التكنولوجي السريع، والعمل في الوقت ذاته على بناء القيم الإنسانية والاستثمار في الطاقات الشبابية المُبدعة، خصوصًا أن الشباب في مصر يمثلون شريحة ضخمة من تركيبة الشعب المصري، معتبراً أن هذه ميزة تُدركها الدولة المصرية وتعملُ على استغلالها ودعمها .
وأكد رئيس الوزراء أن الحديث عندما يتطرق إلى التنمية وبناء الإنسان في السياق المصري، فإننا نجد أن هناك رؤية استراتيجية واضحة ومبنية على أسس علمية متينة وضعتها القيادة المصرية تحت مُسمى “رؤية مصر ۲۰۳۰”، والتي تهدُف إلى إحداث تحول شامل في كافة مجالات الحياة، من خلال تعزيز جودة التعليم، وتطوير البنية التحتية، وتحسين مستوى المعيشة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية قامت في عام ۲۰۲٤ بإطلاق برنامج عملها الذي يهدُف إلى تحقيق تقدم ملموس في جميع المجالات سواء من ناحية التنمية البشرية، أو التنمية الاقتصادية .
وأضاف رئيس الوزراء أن الدولة المصرية تؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل الوطن، وأنهم هم القادرون على دفع عجلة التقدم والإبداع في مجتمعنا، كما تؤمن بأن التعاون بين كافة الأطراف المعنية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، يُسهم في تحقيق الأهداف المُشتركة في مجال التنمية .
وفي ختام كلمته، أضاف رئيس الوزراء: “أننا في مصر نؤمن بقوة بالشراكة والتعاون العالمي، ونتطلع إلى تعزيز الروابط مع كافة الدول والمجتمعات الكشفية حول العالم.. نحن على يقين بأن تعاوننا وتبادل الخبرات سيعود بالنفع على جميع الأطراف ويُسهم في بناء عالم أكثر استدامة وازدهاراً “.
من جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة على أن فوز مصر بعضوية اللجنة الكشفية العالمية للمرة الأولى في تاريخها، هو استمراراً لدعم الرئيس السيسي رئيس الجمهورية للمنظومة الرياضية والشبابية وكافة كوادرها لتولي المناصب القيادية في مختلف الاتحادات والمنظمات الشبابية والرياضية العالمية لتعزيز القوة الناعمة المصرية، والتأثير الإيجابي المصري عالمياً، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يعكس المكانة المتقدمة التي وصلت إليها الحركة الكشفية في مصر، وهو تتويج لجهود حثيثة بذلتها الحركة الكشفية المصرية على مدار سنوات .
وأشار الدكتور أشرف صبحي إلى أن هذا الإنجاز هو ثمرة التعاون المثمر بين الوزارة والاتحاد الكشفي المصري، مشيراً إلى أن عضوية اللجنة الكشفية العالمية ستساهم في تعزيز مكانة مصر على الخارطة الكشفية العالمية، وستفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع الحركات الكشفية في مختلف دول العالم.
ونجح المؤتمر في تعديل الاستراتيجية الجديدة للكشافة والموافقة عليها بالإجماع، والتي ستوجه الحركة العالمية للعقد القادم، وتم تشكيل هذه الاستراتيجية، التي تتوافق مع الخطة الثلاثية العالمية للفترة 2024-2027، من خلال عمل المنظمات الأعضاء معًا لمعالجة قضايا رئيسية مثل الاستدامة وقيادة الشباب وتعليم السلام، وركز تعديل مهم على دمج الاستدامة البيئية مع النمو الاقتصادي والرفاهة الاجتماعية.