
البابا لاوُن لشباب البحر المتوسط: “كونوا براعم سلام لا تخافوا”
في لقاء مفعم بالرجاء، وجّه البابا لاوُن كلمة قوية إلى شباب مجلس شباب البحر الأبيض المتوسط الذين استقبلهم في القصر الرسولي. ودعاهم لكي يكونوا صانعي عالم جديد: “لا تخافوا. حيث ينمو الحقد كونوا براعم سلام، وحيث تسود الانقسامات كونوا نسّاجي وحدة، وحيث تنطفئ شعلة الإيمان كونوا نورًا وملحًا”.
وذكّر البابا بأن البحر المتوسط، ملتقى الشعوب والأديان، يمكنه أن يصبح مصدرًا للأخوّة وأساسًا للسلام في العالم بأسره. لكنه شدّد على أن السلام لا يجب أن يبقى مجرّد شعار في قصور السياسة، بل يجب أن نعززه يوميًا في العائلات، في الجماعات، في المدارس وحتى بين الكنائس.
وأكد أن الشباب هم العلامة الحقيقية لجيل لا يستسلم، ولا ينتظر الآخرين لكي يبدأوا، بل يختار أن يشارك في بناء مستقبل أفضل. ومع ذلك، أكّد البابا لاوُن أنه أن يكون المرء “صانع سلام” ليس أمرًا مريحًا: فهو يتطلّب الخروج من اللامبالاة ومواجهة سوء الفهم والعداء. لكن لهذا السبب بالذات يمكن للشباب أن يكونوا شهودًا حقيقيين للإنجيل ولمحبّة المسيح.
ودعا البابا الشباب إلى الجمع بين العمل والروحانية، وإلى دحض أي استغلال عنيف للدين من خلال حياتهم وشهادتهم، ولكي يُظهروا أن الحوار ممكن، وأن الاختلافات ليست سببًا للصراع بل غنى.
وبامتنان لالتزامهم الملموس في مجتمعاتهم وفي الحوار مع المؤسسات الكنسية والسياسية، واختتم البابا كلمته مذكّرًا بكلمات القديس شارل دو فوكو: “إنَّ الله يستخدم حتى الرياح المعاكسة لكي يقودنا إلى الميناء”.
(راديو الفاتيكان)