شباب

الاحتفال بيوم الجنفست في مصر

نعم إنّه يوم 7 سبتمبر، يوم الجنفست في مصر، يوم استضافة 200 مشارك حضروا من كلّ أنحاء مصر من جنوبها إلى شمالها، تنوّع الحضور كما تنوّعت الفقرات الفنيّة من فوق خشبة مسرح الحياة الذي استضاف الحدث.

ولكن ما هو الجنفست؟ إنّه مهرجان الشباب، الذي يُحتفل به كلّ خمس سنوات في كلّ العالم، وشباب من أجل عالم متّحد هم منشّطو الجنفست، إنّهم شباب مجموعة الفوكولاري أو “عمل مريم”، وهدفهم أن يعيش العالم في وحدة تحقيقًا لوصيّة يسوع “ليكونوا بأجمعهم واحدًا”. شباب من أجل عالم متّحد يؤمنون بالأخوّة العالميّة ويعيشون لتحقيقها.

كيف؟ عن طريق عيش الأخوّة مع من حولهم في حياتهم اليوميّة، مع الأصدقاء في الجامعة، والعمل، ومع كلّ شخص يلتقون به.

لقد استعدّ شباب عالم متّحد في مصر منذ شهور لهذا الحدث الذي عنوانه “معًا نهتمّ، لنشر بذور الأمل”، وبدأوا بالتحضيرات واضعين طاقاتهم ومواهبهم في خدمة الحدث. تفانوا في العطاء والشباب مبهرٌ دائما في عطاءاته، فكانوا أبطالا حقيقيّين.

قرّروا أن يكونوا مثالاً لما سوف يقدّموه، فعاشوا لمدّة يومين كاملين خبرة العالم المتّحد في ما بينهم. ستّون شابّ وبنت، إريتريّون وسودانيّون ومصريّون استعانوا بمواهبهم كي يقترحوا على كلّ الشباب الذين حضروا، نمط الحياة هذا أي إيمانهم بالأخوّة، مقدّمين وسائل عمليّة لتحقيق ذلك.

كانوا مجموعةً منصهرة، مثالاً للعالم المتّحد، كانوا كالمروحة الورقيّة المزخرفة التي فتحت أوراقها لتقدّم جواهرها للجميع، فأشعلوا المسرح بالرقص والغناء والتمثيل وقدّموا شهادات حياة وشرحًا لنشاطاتهم المتنوّعة.

كان الجزء الأوّل يتحدّث عن الحدود وكيف يمكن أن نحوّلها لفرصة لقاء. تحدّثوا عن أهميّة اكتشاف الذات، واهميّة الجماعة، وعيش القاعدة الذهبيّة “افعل للآخرين ما تريد أن يفعله الآخرون لك”، والمبادرة، واحترام الآخر باختلافه وتمايزه، والتأكّد أن الاختلاف غنى لا يهدّد كياني بل ينمّيني ويبنيني، فالسَـلَطة شهيّة بتنوّعها والفسيفساء جميلة بقطعها المتنوّعة.

أمّا الجزء الثاني فكان حول اكتشاف المواهب ووضعها في خدمة الآخرين. والمواهب ليست فقط تلك المتعارف عليها كالرسم والغناء الخ… إنّما هي شيء يميّزني أنا، كقدرتي على الإصغاء، والتواصل مع الناس، والتعاطف مع الآخر الخ… والموهبة عطيّة موجودة عند كلّ إنسان، وعلى كلّ إنسان اكتشاف المواهب الخاصّة به وتنميتها واضعًا إيّاها في خدمة الآخرين. إنّها هدايا من الله وإن تشاركنا بمواهبنا أظهرنا للعالم عظمة الله ومحبّته لنا.

إذن قدرتنا على تحويل الحدود لفرصة لقاء ووضع مواهبنا في خدمة الآخرين ستجعل منّا بذور أمل ورجاء للعالم.

وفي ختام الجنفست، وفي بهجة العيد، وبعد ثلاث ساعات من العروض، صعد الشباب الحاضر بعفويّة على خشبة المسرح لمشاركة الإرتريّين برقصتهم، فأتت اللوحة التي ارتسمت بعفويّة أمام أعيننا جميلةً وضّاءةً ومبهجة.

وقبل المغادرة، وعلى أنغام أغنية الجنفست “كون انت التغيير”، خرج الحضور لوضع بصماتهم على لوحة فنيّة أعدّت لهذا اليوم. وكلّ بصمة تقول إنّها تؤمن بعالم متّحد وبأنّ الأخوّة ممكنة، وأنّ السلام يُبنى بالأعمال اليوميّة.

بقلم ريما السيقلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى