
البابا للشباب: كونوا صانعين وسفراء للسلام
استقبل البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان، مجموعة من الشبان والشابات البلجيكيين المشاركين برحلة حج إلى روما ووجه لهم كلمة شجعهم فيها على أن يكونوا صانعين وسفراء للسلام من حولهم، لكي يكتشف عالمنا من جديد جمال المحبة والعيش معا، والأخوة والتضامن، ووفقا لإذاعة الفاتيكان، فقد أشار البابا إلى أن “السلام هو من أبرز التحديات التي نواجهها في هذا الزمن الصعب إزاء المخاطر المحدقة بالبشرية”.
واعتبر فرنسيس أنه لأمر جميل أن نرى شبانا وشابات مستعدين لتكريس أنفسهم من أجل القيام بمشاريع الكرازة بالإنجيل، وعيش رسالة المسيح وسط انشغالاتهم اليومية مذكرا بأن هؤلاء هم ليسوا مستقبل الكنيسة وحسب إنما حاضرها أيضا، لأن الكنيسة تحتاج إليهم وإلى سخائهم وفرحهم ورغبتهم في بناء عالم مختلف مشبع بقيم الأخوة والسلام والمصالحة.
وأشار البابا إلى أن ضيوفه يختبرون الفرح والحماسة، وأيضا الخوف والصعوبات والجراح والمحدودية، من هذا المنطلق لا بد أن تكون علاقتهم بالمسيح صلبة ووطيدة، لافتا إلى أن الرب هو الصديق الأمين الذي لا يخيّب أبداً.
وحث البابا ضيوفه، بصفتهم سفراء للشبيبة البلجيكية في إطار التحضيرات للأيام العالمية للشباب في البرتغال العام المقبل، على أن يكونوا قريبين من جميع الشبان والشابات، لاسيما من يعيشون أوضاعاً من الهشاشة وانعدام الاستقرار، فضلا عن الشبان المهاجرين واللاجئين، وأطفال الشوارع، وجميع من يختبرون حياة الوحدة والحزن.
ثم أكد الحبر الأعظم أن ضيوفه متعطشون إلى كنيسة حقيقية وأصيلة تتألف من رجال ونساء يتمتعون بإيمان حيّ ومعدٍ. وطلب منهم أن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: ما هو الإسهام الذي أقدمه أنا شخصياً من أجل هذه الغاية؟ ما هو إسهامي من أجل جماعة مسيحية فرحة؟
وطلب البابا في هذا السياق من الشبان الحاضرين أن يستنيروا بنصائح وشهادات القدماء لافتا إلى أنه حيثما يتكلم الشبان مع الأشخاص المسنين ثمة مستقبل، وإذا انعدم الحوار بين المسنين والشبان يصبح من الصعب أن نرى المستقبل بوضوح. وأكد فرنسيس أنه من خلال النمو في الحوار مع المسنين نقوم بصقل شخصية صلبة في مواجهة التحديات اليومية، كما أن هؤلاء ينقلون لنا الإيمان وقناعاتهم الدينية.
وأضاف: إن حياتكم التزام ملموس، انطلاقاً من الإيمان، من أجل بناء مجتمع جديد، إنها عبارة عن العيش وسط العالم والمجتمع كي ينمو السلام والتعايش والعدالة وحقوق الإنسان والرحمة وكي ينتشر ملكوت الله في العالم كله.
وقال البابا: إزاء كل تلك التحديات، يمكنكم أن تشعروا بالإحباط، وبأنكم عاجزون تماما. لا تخافوا! كونوا مبدعين وخلاقين، وارفعوا رأسكم كي تواجهوا تحديات الحياة، مفعمين بنعم الرب وبقوة الروح القدس. وأضاف: لا تنتظروا الغد كي تساهموا في تغيير العالم من خلال طاقاتكم وجرأتكم وإبداعكم.
وختاماً، شجع البابا الشبان على عدم الكلل من حمل الإنجيل حيثما ذهبوا. عالماً أنهم أسخياء، ومفعمون بالحماسة ومستعدون لغزو العالم. وطلب منهم عدم الالتهاء بأمور الحياة العقيمة وهي كثيرة، فلا بد من صب الاهتمام على المسائل الجوهرية النابعة من الصداقة مع يسوع المسيح.
ثم هنأ البابا ضيوفه على العمل الذي يقومون به وسط جماعاتهم، وأوكلهم إلى شفاعة العذراء والقديسين الشبان. ومنح الجميع بركاته الرسولية طالبا منهم أن يصلوا من أجله.
(المصدر آكي)