
البابا لاوُن الرابع عشر: العالم يتغيّر إذا نحن تغيّرنا!
أجرى قداسة البابا لاوُن الرابع، السبت 4 أكتوبر، مقابلته العامة اليوبيلية مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهل تعليمه بالقول: لقد جئتم كحجّاج رجاء، واليوبيل هو زمن رجاء ملموس، فيه يمكن لقلبنا أن يجد الغفران والرحمة، لكي يبدأ كلّ شيء من جديد بطريقة مختلفة. كذلك يفتح اليوبيل على رجاء توزيع آخر للثروات، وعلى إمكانية أن تكون الأرض للجميع، لأن الواقع ليس كذلك. في هذا العام علينا أن نختار من نخدم: العدالة أم الظلم، الله أم المال.
أضاف البابا: أن نرجو يعني أن نختار. وهذا يعني على الأقل أمرين. الأول وهو الأوضح: إنّ العالم يتغيّر إذا نحن تغيّرنا. ولذلك نقوم بالحجّ، إنه خيار. والعبور من الباب المقدّس هو دخول في زمن جديد. أمّا المعنى الثاني فهو أعمق وأدقّ: أن نرجو يعني أن نختار، لأن الذي لا يختار ييأس. إنَّ إحدى النتائج الأكثر شيوعًا للحزن الروحي، أي الفتور، هي ألّا يختار الإنسان شيئًا. ومن يقع في ذلك يستسلم لكسل داخلي هو أسوأ من الموت. أمّا الرجاء، فهو أن نختار.
تابع قداسته: أودّ أن أذكر اليوم امرأة عرفت، بنعمة الله، كيف تختار. فتاة شجاعة، سارت عكس التيّار: كلارا الأسيزية. ويسرّني أن أتكلّم عنها بالذات في يوم عيد القديس فرنسيس. نعلم أنّ فرنسيس، باختياره الفقر الإنجيلي، اضطرّ أن يقطع علاقته مع عائلته. لكنّه كان رجلاً: ولذلك كانت الصدمة صغيرة. أما خيار كلارا فقد كان أكثر إثارة للإعجاب: فتاة أرادت أن تكون مثل فرنسيس، أن تعيش كامرأة حرّة مثل أولئك الإخوة.
تابع الأب الأقدس: يقول يسوع لا يمكنكم أن تخدموا سيّدين. هكذا تبقى الكنيسة شابّة وتجذب إليها الشباب. إنَّ كلارا الأسيزية تذكّرنا بأنّ الإنجيل يجذب الشباب. وما زال الأمر كذلك: فالشباب يحبّون الأشخاص الذين اختاروا وتحمّلوا نتائج خياراتهم. وهذا الأمر يدفع آخرين أيضًا لكي يختاروا. إنّه اقتداء مقدّس: فنحن لا نصبح “نسخًا طبق الأصل”، بل كلّ واحد منا – حين يختار الإنجيل – يختار نفسه. هو يفقد نفسه ليجدها. والتجربة تشهد: هذا ما يحدث.
وختم البابا تعليمه بالقول لنصلِّ إذن من أجل الشباب؛ ولنصلِّ لكي نكون كنيسة لا تخدم المال ولا ذاتها، بل ملكوت الله وعدالته. كنيسة تملك، مثل القديسة كلارا، شجاعة أن تسكن المدينة بطريقة مختلفة. وهذا ما يمنح الرجاء.
(راديو الفاتيكان)