روحانيات مسيحـية

البابا: الله حوّل الصليب إلى أداة للحياة

“ماذا يعني لنا اليوم أن نحتفل بعيد ارتفاع الصليب المقدّس؟” هكذا سأل البابا لاوُن، الأحد 14 سبتمبر. وللإجابة على هذا السؤال، توجّه قداسته إلى قراءات الكتاب المقدس، مبتدئًا بإنجيل لقاء يسوع مع نيقوديمس (يوحنا 2: 13-17).

وقال: كان نيقوديموس “بحاجة إلى نور وإلى هداية: كان يبحث عن الله فطلب المساعدة من يسوع العلّم ابن الناصرة”. بدوره، استقبل يسوع نيقوديموس، “وأصغى إليه، وفي النهاية كشف له أنّ ابن الإنسان يجب أن يُرفع ’لتكون به الحياة الأبدية لكل من يؤمن‘”.

أضاف البابا: “لربّما لم يفهم نيقوديمس في تلك اللحظة معنى هذا الكلام، سيفهمه بالتّأكيد عندما ساعد في دفن جسد المخلّص بعد الصّلب، أدرك أنّ الله، لكي يفتدي البشر، صار بشرًا ومات على الصّليب”.

لا شيء يفصلنا عن الله

تابع: “تكلّم يسوع على هذا مع نيقوديمُس وأشار إلى حادثة في العهد القديم، عندما تعرّض بنو إسرائيل في البرّيّة، لهجمة الحيّات السامّة، وكانوا ينجون من الموت إذا نظروا إلى الحيّة مِن النُّحاس التي صنعها موسى ووضعها على ساريَة كما أمره الله”.

وقال قداسته: “نحن أيضًا خلّصنا الله فأظهر نفسه لنا، وقدّم ذاته رفيقًا لنا، ومعلِّمًا، وطبيبًا، وصديقًا، حتّى صار من أجلنا خبزًا مكسورًا في الإفخارستيّا. ولكي يتمّم هذا العمل استخدم أحد أقسى أدوات الموت التي صنعها الإنسان وهي الصّليب”.

أضاف قداسته: “لهذا نحن نحتفل اليوم بعيد ارتفاع الصّليب: نحتفل بحبّ الله اللامحدود، إذ عانق الصّليب من أجل خلاصنا، وحوّله من أداة موت إلى وسيلة حياة، وعلّمنا أنّ لا شيء يمكن أن يفصلنا عنه، وأنّ حبّه لنا أكبر من خطايانا نفسها”.

وختم البابا تأمله بدعوة المؤمنين إلى الصلاة “بشفاعة مريم العذراء، الأم الواقفة على الجلجلة بقرب ابنها، أن يتأصّل فينا حبه الخلاصي، وأن نتعلّم نحن أيضًا أن نبذل أنفسنا بعضنا لبعض، كما بذل نفسه بذلاً كاملاً للجميع”.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى