أهم الاخبار

البابا للأساقفة: كونوا رعاة حريصين يقظين يشاركون الناس مسيرتهم ورجاءهم

التقى البابا لاوُن، الخميس 11 سبتمبر، في قاعة السينودس، الأساقفة الذين نالوا السيامة الأسقفيّة خلال العام الماضي، والذين يتواجدون في روما للمشاركة في دورتَي تنشئة تنظمها دائرة البشارة بالإنجيل ودائرة الأساقفة.

وأمام الأساقفة الـ192 القادمين من القارات الخمس، ألقى البابا كلمة تمحورت حول هوية الأسقف، عبّر فيها عن تأملاته وتأملات من تمّ اختيارهم لهذه الخدمة، وقال: “ربما لا يزال بعضكم يتساءل: لماذا تم اختياري أنا؟ أما أنا، فعلى الأقل، فأطرح هذا السؤال على نفسي”.

خدّام لله وللشعب

في البداية، ذكّر البابا الأساقفة بحقيقة بسيطة ولكن غير مسلّم بها دائمًا: “العطيّة التي نلتموها ليست لكم وحدكم، بل وُهبت لكم لكي تخدموا قضيّة الإنجيل”، مؤكدًا أنّ “الأسقف هو خادم، والأسقف مدعوّ إلى خدمة إيمان الشعب”. وقدّم قداسته النصيحة الأولى للأساقفة، مؤكّدًا أنّه لكي يكونوا حقًا مُعلنين بالإنجيل، عليهم التحلّي بـ”الحرية الداخلية، وفقر الروح، والاستعداد للخدمة التي تولد من المحبّة، لكي يجسدوا خيار يسوع نفسه”، لافتًا إلى أنّ هذا أسلوب حياة “لا يظهر في القوّة أو السلطة، بل في محبّة الآب الذي يدعونا إلى الشركة معه”. واستحضر قداسته كلمات سلفه فرنسيس ليذكّر بأنّ “السلطة الوحيدة التي نملكها هي سلطة الخدمة”، موضحًا بأنّ هذه الخدمة لا تُبنى إلا على التواضع.

أسلوب يقوم على العناية والانتباه للواقع

وشدّد الحبر الأعظم على أنّها خدمة متواضعة وقريبة من الناس، لأن القُرب من الشعب –كما يذكّر البابا فرنسيس– يتحقّق “من خلال أيدينا المفتوحة التي تلمس وتواسي؛ ومن خلال كلماتنا التي نُعلن بها الإنجيل للعالم لا ذواتنا؛ ومن خلال قلوبنا التي تحمل هموم الإخوة وأفراحهم”. ودعا قداسته إلى التأمل اليوم في معنى “أن نكون خدّامًا لإيمان الشعب”.

وقال: مهما كانت هذه القناعة أساسية وضروريّة، إلا أنها غير كافية ما لم تترجم إلى أسلوب رسولي ملموس: في مختلف أشكال الرعاية والخدمة الراعوية، وفي شغف إعلان البشارة بطرق متنوّعة وخلاّقة تتناسب مع الظروف الحياتية الملموسة التي سيجد الأساقفة أنفسهم أمامها.

التحديات التي تدعونا للتحرّك

توقّف البابا لاوُن في كلمته عند واقع اليوم الذي يحثّنا على التأمل؛ واقع يطغى عليه تراجع الإيمان وصعوبة نقله إلى الأجيال الجديدة. وهي حقائق، كما قال، “تدعونا إلى استعادة الشغف والشجاعة من أجل إعلان جديد للإنجيل”.

وذكّر قداسته بضرورة عدم نسيان أولئك البعيدين عن الإيمان، لكن العطش إلى الروحانية يسكن قلوبهم، والذين يقرعون أبواب الكنيسة لكنهم “أحيانًا لا يجدون لغة أو أشكالاً مناسبة في الاقتراحات الراعوية التقليدية”. كذلك، دعا إلى تذكّر التحديات ذات الطابع الثقافي والاجتماعي، والتي تهمّنا جميعًا، وتمسّ بشكل خاص بعض المناطق: مأساة الحرب والعنف، ومعاناة الفقراء، وتوق الكثيرين إلى عالم أكثر أخوّة وتضامنًا، والتحديات الأخلاقية التي تدعونا للتأمل في قيمة الحياة والحرية.

رعاة بين الناس

وقال البابا: “إنّ الكنيسة ترسلكم رعاةً حريصين، يقظين، يعرفون كيف يشاركون الناس مسيرتهم، وتساؤلاتهم، وقلقهم، ورجاءهم؛ رعاة يرغبون أن يكونوا مرشدين وآباء وإخوة للكهنة، وللأخوات والإخوة في الإيمان”. وختم الحبر الأعظم كلمته مؤكّدًا صلاته من أجل ألا ينقص الأساقفة الجدد أبدًا “نسيم الروح القدس، ولكي تنتشر فرحة سيامتهم، كعطر شذيّ، فتغمر الذين سيخدمونهم”.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى