أهم الاخبار

البابا لاوُن: الجوع يسحق سكان غزة والعنف لا يزال مستمرًا

عقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي، الأحد الماضي، أكد البابا لاوُن أنّ “قلبه قريب من جميع المتألّمين بسبب الصراعات والعنف في العالم”. وأمام الأوضاع في غزة، قال قداسته: أُتابع بقلق شديد الوضع الإنساني الخطير جدًّا في غزّة، حيث الجوع يسحق السّكان المدنيّين، ولا يزالون يتعرّضون للعنف والموت. أُجدّد ندائي من كلّ قلبي لوقف إطلاق النّار، وتحرير الرّهائن، واحترام القانون الإنساني بصورة كاملة”.

وقال: “أصلّي بشكل خاص من أجل الأشخاص الذين تشملهم الاشتباكات على الحدود بين تايلاند وكمبوديا، ولا سيّما من أجل الأطفال والعائلات المهجّرة. ليُلهم أمير السّلام الجميع ليسعوا إلى الحوار والمصالحة”. كما رفع صلاته “من أجل ضحايا العنف في جنوب سوريا”.

أضاف: “كلّ إنسان له كرامة في ذاته منحه إياها الله نفسه: أُناشد جميع الأطراف في كلّ الصّراعات أن تعترف بهذه الكرامة، وتوقف كلّ عمل يتعارض معها. وأدعو إلى التّفاوض من أجل مستقبل سلام لجميع الشّعوب، وإلى رفض كلّ ما يمكن أن يُقوّضه”.

وأوكل قداسته إلى مريم العذراء، ملكة السلام، الضحايا البريئة في الصّراعات والحكّام الذين لهم القدرة على انهائها.

لا يمكن أن نصلّي لله ثمّ نكون قساة وعديمي الإحساس تجاه الآخرين

وقال البابا في عظته: إنجيل اليوم يقدِّم لنا يسوع وهو يعلِّم تلاميذه الصّلاة الرّبّيّة – صلاة الأَبَانَا: الصّلاة التي توحّد جميع المسيحيّين. فيها يدعونا الرّبّ يسوع إلى أن نتوجّه إلى الله ونقول له: “أبّا”، “أبي”، مثل الأطفال، “ببساطة، وبثقة بنوّية، وجرأة، ويقين بأنّ الله يحبّنا”.

وبعبارة جميلة جدًّا، التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة يقول بهذا الخصوص: “بالصّلاة الرّبّيّة، نُكشَف لأنفسنا ويُكشَف لنا الآب في نفس الوقت”. وهذا صحيح: فكلّما صلّينا بثقة إلى الآب السّماوي، اكتشفنا أنّنا أبناء الله وهو يحبّنا، وازدادت معرفتنا لعظمة محبّته.

وإنجيل اليوم يصف أيضًا ملامح أبوّة الله ببعض الصّوّر المؤثّرة: صورة رجل يقوم عند نصف الليل ليساعد صديقًا يستقبل زائرًا غير متوقّع، أو صورة والد يهتمّ بأن يعطي الأشياء الصّالحة لأبنائه.

هذه الصّوّر تذكّرنا بأنّ الله لا يدير لنا ظهره أبدًا عندما نتوجّه إليه، حتّى وإن تأخّرنا في طَرق بابه، وربّما بعد أخطاء، أو فرص ضائعة، أو فشل، أو حتّى لو اضطّر، ليُوقظ أبناءه النّائمين في البيت، ليستقبلنا. بل، في عائلة الكنيسة الكبيرة، الآب لا يتردّد في أن يجعلنا جميعًا شركاء في كلّ عمل محبّة. الله يصغي إلينا دائمًا عندما نصلّي إليه، وإن كان أحيانًا يجيب بطرق وأوقات يصعب علينا فهمها، فذلك لأنّه يعمل بحكمة وعناية أكبر، تتجاوز فهمنا ومعرفتنا. لذلك، حتّى في تلك اللحظات، لا نتوقّف عن الصّلاة بثقة: ففي الله نجد دائمًا النّور والقوّة.

وعندما نتلو “الصّلاة الرّبّيّة – صلاة الأَبَانَا”، فإنّنا، بالإضافة إلى أنّنا نذكر نعمة البنوّة الإلهيّة، نعبّر أيضًا عن التزامنا بالاستجابة لهذه العطيّة، فنحبّ بعضنا بعضًا مثل إخوة في المسيح. أحد آباء الكنيسة، وهو يتأمّل في ذلك، قال: “عندما ندعو الله “أبانا”، يجب أن نتذكّر واجبنا أن نتصرَّف مثل الأبناء”، وأضاف آخر: “لا يمكنكم أن تدعو أباكم السّماوي إله كلّ صلاح، إن كان قلبك قاسيًّا وغير إنساني. لأنّك في هذه الحالة لا تحمل في داخلك بصمة صلاح الآب السّماوي”. لا يمكن أن نصلّي لله “أبينا”، ثمّ نكون قساة وعديمي الإحساس تجاه الآخرين. بل من المهمّ أن نسمح له بأن يغيّرنا بصلاحه وصبره ورحمته، حتّى نعكس وجهه مثل المرآة في حياتنا.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى