أخبار مشرقية

الترحيل القسري للفلسطينيين أمر غير أخلاقي وانتهاكاً لمعاهدة جنيف

حاخامات أمريكيون يعربون عن معارضتهم لخطة ترامب بشأن غزة

أعلن مئات القادة الدينيين اليهود والممثلين عن المجتمع المدني في الولايات المتحدة وكندا عن رفضهم اقتراح الرئيس الأمريكي بشأن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، جاء التعبير عن هذا الموقف في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” ووقع عليه المسؤلين الدينيين والمدنيين، ومن بينهم الحاخام دايفد روزن الذي صرح قائلًا: إن الترحيل القسري للفلسطينيين أمر غير أخلاقي ويشكل انتهاكاً لمعاهدة جنيف، ومما لا شك فيه أن مقترحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بشأن غزة أثارت موجة من الانتقادات في مختلف الأوساط الدينية والمدنية على الصعيد العالمي، وقد خصصت “نيويورك تايمز” صفحة كاملة تصدرتها كلمات قليلة لكنها مفعمة بالمعاني: “طلب ترامب طرد جميع الفلسطينيين من غزة، اليهود يقولون لا للتطهير العرقي”.

ولفتت الصحيفة إلى أن أكثر من 350 حاخاماً وناشطاً ومثقفاً يهودياً قرروا أن يرفعوا صوتهم لإدانة مقترحات الرئيس ترامب الأخيرة بشأن قطاع غزة. وهذه الخطة تقضي بنقل حوالي مليوني فلسطيني، من الناجين من الحرب بين إسرائيل وحماس، إلى بلدان عربية من بينها مصر والأردن، وقد أعلن عنها ترامب في أعقاب لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في البيت الأبيض، ومن بين الممثلين عن المجتمع المدني الذين وقعوا على هذا النداء الكاتب المسرحي توني كوشنر، الممثلة إيلانا غلازر، الكاتبة والناشطة الكندية ناومي كلاين والنجم السينمائي جواكين فينكس.

في سياق متصل نشرت صحيفة “ذي جارديان” البريطانية مقالاً لكودي إدغرلي، مدير حملة “باسمنا”، الذي رأى أنه من المشجع جداً أن نشهد تعبيراً عن التضامن مع سكان القطاع الفلسطيني، خصوصًا وأن هذا التضامن جاء من قبل شخصيات تنتمي إلى مذاهب وتيارات سياسية متنوعة، وقد عبر عن معارضته لخطة ترامب، التي أعادت إلى أذهان الكثيرين نكبة العام 1948. 

حاخام بولاية ماساتشوستس الأمريكية “توبيا سبيتسر” من بين الموقعين؛ أكد: أن من الأهمية بمكان أن يتم التصدي لهذا المشروع، وأضاف أن الجاليات اليهودية تعي أكثر من غيرها ما يمكن أن تقود إليه هذه النزعات، وذلك في إشارة واضحة إلى ما عانى منه اليهود على يد ألمانيا النازية وحلفائها إبان الحرب العالمية الثانية، أما حاخام واشنطن “يوزف بيرمان” وقد وقع أيضًا على هذا النداء، فشدد على أن تعاليم الدين اليهودي واضحة جدًا، وترامب ليس الله، ولا يستطيع أن ينتزع كرامة الفلسطينيين أو أن يسلب أرضهم من أجل القيام بمشاريع عقارية، وأكد أن رغبة ترامب في القيام بأعمال التطهير العرقي في غزة “مقيتة” من الناحية الخلقية.

الحاخام دايفد روزن المدير الدولي السابق للشؤون الدينية لدى اللجنة اليهودية الأمريكية والمستشار في بيت العائلة الإبراهيمية في أبو ظبي، سلط الضوء على أهمية هذه المبادرة، وقال: إنها تجعل العالم يدرك أن فكرة ترامب ليست مقبولة، مع ذلك اعتبر أن هذا النداء قد لا يُحدث فرقاً لكونه انطلق من المعسكر السياسي المعارض للرئيس الأمريكي وبالتالي لن يلقى آذاناً صاغية لدى إدارة ترامب.

وذكّر الحاخام “روزن” بأن نقل الشعوب من أرضها ضد رغبتها يشكل انتهاكاً لمعاهدة جنيف، لكن ما هو الأهم من ذلك هو أن الخطة هي غير أخلاقية، أما إذا اختار الفلسطينيون ذلك بمحض إرادتهم فالموضوع يختلف، كما قال الحاخام الأمريكي. يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها الحاخامات الأمريكيون لصالح الفلسطينيين إذ طالب العشرات منهم العام الماضي الرئيس بايدن بعدم عرقلة الجهود الهادفة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة عن طريق استخدام الفيتو في مجلس الأمن.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى