افتتاحية العدد

ليكن عامًا جديدًا أفضل

تذكرنا السنة الجديدة باليوم الأول من التكوين حيث “في البدء” (تك 1: 1) حيث كان الأرض خربة ترف عليه روح الله على وجه المياه . يذكرنا بالخليقة التي خلقها الله من أجلنا ويذكرنا أن الإنسان أروع أعمال الله وقال الله عن الإنسان ” حسناً جداً ” (تك 1: 33) كما يقول يوحنّا في مقدّمة إنجيله: “من ملئه كلنا أخذنا، ونعمة على نعمة، ذلك بأن الشريعة أعطيت على يد موسى، وأما النعمة والحق فقد جاءا على يد يسوع المسيح” (يوحنا 1: 16-17).

فالعام المنقضي، هو عام من حياة كل إنسان انقضى، وهو جزء من حياته وقد مضى. وكل عام يمضي من حياتنا، لا نستطيع أن نسترجعه مرة أخرى. أصبح الأمر واقعًا، مستحيلًا علينا ولا نستطيع تغييره. فكل دقيقة هي جزء من حياتنا. وكل تصرف هو جزء من تاريخنا. ولقد أعطانا الله العمر، لكي نستغله للخير، وأعطانا هذا العام الجديد، ليكون عامًا للحب والخير. عندما يقول الله لكل منا “أنا عارف أعمالك” (رؤ 2: 2) هل سنرضيه في السنة المقبلة، ونفعل مشيئته، ونكون أفضل حالًا مما سبق؟ هل سنعتبر العام الجديد، وزنة نتاجر بها ونربح؟

هذه الحياة، حياتنا، ليست ملكًا لنا، إنما هي ملك لله، وهبها لنا. ونحن مجرد وكلاء عليها. إنها مجرد وديعة منه في أيدينا، ينبغي أن نكون أمناء عليها، وسنقدم حسابًا عنها – جملة وتفصيلًا – حينما يقول لكل منا “أعطني حساب وكالتك” (لو 16: 2). كل وقت مملوء بالخير، هو الذي سيحسب من عمرنا. هو الوقت الحي في حياتنا. أما الأوقات التي لا تستغل في الخير، فهي ميتة لا تحسب من الحياة، بل قد تميت غيرها معها. الذين يقدرون حياتهم، فيكون وقتهم مثمرًا. هناك قديسون عاشوا فترة قصيرة جدًا على الأرض. ولكنها فترة عجيبة الثمر، كل دقيقة من حياتهم كانت لها قيمة. وكان الله يعمل فيها. ساعة واحدة من حياة بطرس الرسول، ألقي فيها عظة، فآمن على يديه ثلاث آلاف من اليهود، واعتمدوا (أع 2).. كم كانت تلك الساعة ثمينة! وكم كانت فاعليتها أكثر من فاعليه سنوات في حياة الآخرين!

فليكن عام جديد، يكون هو الأفضل..

ونحن ندخل سنة جديدةً ومؤمنون بأنّنا قد حصلنا على الخلاص بواسطة إيماننا بيسوع المسيح، لنجعل كل يوم من أيام هذه العام يومًا مثاليًا، وكل ساعة، ساعة مثالية.

الأب رفيق جريش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى