“فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة.. أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1 كو 1: 18). لنتأمل في اكتشاف الصليب في حياتنا. الصليب بدون المسيح أداة إعدام ولكن بالمسيح يسوع سيستمد منه قوته وليصبح أداة للخلاص.
ما هي قوة الصليب؟
القوة في المصالحة. صالح الخطأة بالله: لأن دم ابن الله طهر أعماق الضمير من الأعمال الميتة والخطايا التي تستحق الموت.
صالح الإنسان بالإنسان: لأنه قتل العداوة نفسها يصالح الاثنين في جسد واحد مع الله فالصليب قاتل العداوة به” (أف 2: 16).
فالذي يتمسك بقوة الصليب يستمد بالصلح والسلام “عاملاً الصلح بدم صليبه” (كو 1: 20) يستمد العون ليصفح عن أخيه عندما لا يستطيع أن يصافح.
قوة الصليب انعتاق من سلطان الخطيئة. الإنسان أرتبط بالخطيئة ولكن المسيح أخذ جسدنا ومات به نيابة عنا على الصليب: “إذ مات الذي كنا ممسكين فيه” (رو 7: 6) ينال الانعتاق من سلطة الخطيئة. الذي يمسك بالصليب كقوة الموت لا إرادي عن الخطيئة. لذا الصليب قوة موت وقوة حياة معاً.
قوة الصليب يعطي الاتضاع
الصليب لم يكن أداة إعدام فقط ولكن خزي وعار ويسوع “أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي” (عب 12: 2) فالصليب رمز وأية لاتضاع ابن الله.
“وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب” (في 2: 8(
فالمسيح شفى موت كبرياء الإنسان بموته على الصليب الذي كان أداة عار بفضيحة موت وعار الصليب.
إذن فالذي يمسك قوة الصليب يكسب الاتضاع ويشفيه من الكبرياء “إن أراد أحد أن يأتي ورائي فليحمل صليبه كل يوم ويتبعني” (لو 9: 23) أي يحمل اتضاعه ويحمل مذلة مثلي فالصليب قوة الاتضاع حكمة الله لخلاص الإنسان ومجده. يقول القديس بطرس في رسالته الاولى أن نعيش حياة القداسة، ونسير في طريق الالام بصبر، ونحيا حياة البر العملي، ونقترب من الله، ونعيش لإرادته، ونفرح رغم الألم، وكلما قست علينا صلبان الحياة علينا ان ننظر الى يسوع لنبرأ من كل الم وشدة ونتحد بحبه. سيظل يسوع فاتحاً ذراعيه باستمرار للجميع ولكل من يحمل الصليب من خلفه، لأنه يريد أن يحتضننا ويهبنا بصليبه السلام والخلاص، فليكن الصليب حياتنا لأنه لا حياة الا من خلال الصليب.