
أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، علينا أن نعترف بأن هذا العيد هذا العام يأتي والأجواء قاتمة، وذلك بسبب الحروب والصراعات التي تملأ العالم، وخاصة في غزة التي لها مكانة مميزة في قلب كل مصري، بل كل مواطن عالمي، إذ أن المجازر التي يمر بها أهل غزة من العطش والجوع والدمار والإجرام الإسرائيلي، يذكرنا بإجرام هيرودس ملك إسرائيل، الذي ما إن عرف بأن يسوع المسيح قد ولُدَ، “غضب جداً وأمر بقتل كل طفل في بيت لحم (حيث ولد يسوع في مذود هناك)، وجوارها من ابن سنتين وما دون”. وذلك ما أدى إلى هروب السيد المسيح مع عائلته إلى مصر، وأقام فيها مدة ثلاث سنوات ونيف (إنجيل متى الإصحاح الثاني)، أي أن ما جرى في الماضي منذ ألفين سنة وأكثر، يجرى من جديد من أحفاد الإسرائيليين تجاه السكان الأصليين لغزة. ونستطيع أن نضيف لها شعب أهل الضفة، هذه الجرائم جعلت قداسة البابا فرنسيس يطلب تقميط الطفل يسوع الموجود في المغارة المقامة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان هذا العام بالوشاح الفلسطيني، ليكون رمزاً لرفض قداسة البابا والعالم المسيحي للمجازر التي تتم من قبل المحتل الإسرائيلي نحو الشعب الفلسطيني.
هذا الموقف الفاتيكاني ليس بجديد على روما، أعلى سلطة كاثوليكية في العالم، إذا أن العلاقات الفاتيكانية والإسرائيلية دائما متوترة وذلك منذ إعلان نشأة دولة إسرائيل في 1948، ومنذ ذلك التاريخ، وكل الأحبار يدينون الأعمال الإجرامية التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية.
هذا وقد استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس 12 ديسمبر 2024 في القصر الرسولي بالفاتيكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأكد على الإسهام المهم للكنيسة الكاثوليكية في المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك تقديم الدعم للوضع الإنساني الخطير في غزة، حيث يُؤمل أن يتم قريبًا وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن.
وتابع البيان الصادر من دار الصحافة الفاتيكانية إعادة التأكيد، من قبل الفاتيكان، على إدانة جميع أشكال الإرهاب، وتم تسليط الضوء على أهمية تحقيق حل الدولتين من خلال الحوار والدبلوماسية فقط، مع ضمان أن تكون القدس، المحمية بوضع خاص، مكانا للقاء والصداقة بين الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى.
وفي الختام، تم التعبير عن الأمل بأن يكون اليوبيل لعام 2025 فرصة لعودة الحجاج إلى الأراضي المقدسة، التي تتوق بشدة إلى السلام.
فلنجعل من أعياد الميلاد هذا العام أعياداً ممتلئة رجاء وأمل، رغم صعوبة الأوضاع وتعقيدها، ونأمل بتغيير إيجابي يجلب المصالحة والسلام وخاصة العدل للشعب الفلسطيني الحبيب.