افتتاحية العدد

الكنيسة الكاثوليكية في قيامة – الأب رفيق جريش

بعد أن كان معروفاً أن عدد المؤمنين في الكنيسة الكاثوليكية في العالم الغربي بات في انحدار، إلا أن هذه الكنيسة تشهد نمواً مضطردا، رغم السن المتقدم لمعظم الكهنة والراهبات، ورغم فضائح التحرش الجنسي. وجيل الشباب المسمى GEN Z (وهو الجيل الحاضر)، جيل النت والتقدم التكنولوجي، هو الذى يقود هذا النمو من خلال الشخصيات الكاثوليكية المؤثرة والعظات والتعليم وتدفق المعلومات الكتابية واللاهوتية من خلال المنصات الرقمية الحديثة.

فعلى سبيل المثال، في فرنسا، نشاهد أن عدد الشباب من سن 18–25 سنة الذين يطلبون المعمودية قد ارتفع أربعة أضعاف، وكذلك معمودية البالغين قد ارتفعت في آخر عشر سنوات إلى 160 في المائة، حسب الإحصاء الرسمي للكنيسة الكاثوليكية في فرنسا. وفي عيد القيامة الماضي، 17800 شخص طلبوا المعمودية، وهذا يمثل إحياء مذهل لهذه الكنيسة التي عُرفت في الماضي “بالابنة الكبرى للكنيسة الكاثوليكية”.

كذلك لوحظ أن هؤلاء الشباب يميلون ويتجهون نحو الأسلوب “التقليدي” الكلاسيكي للعبادة، ولا يميلون للطرق الخفيفة في العبادة، بل للطرق الأكثر تشدداً، وللملابس المحتشمة، وزيارة الأديرة، وزادت بالتالي مسيرات الحج نحو المزارات المقدسة، إلى آخره.

ويؤكد مجلس أساقفة بريطانيا أن منذ الكوفيد 19، أصبح للشباب رغبة متزايدة في معرفة الله وتعاليم الكنيسة والجمال والفرح الموجودين فيها.

وكان من أوائل اجتماعات البابا الجديد لاون الرابع عشر هو لقاء 1000 من “المؤثرين الرقميين” ليؤكد على أنهم “الرسل الجدد الرقميين”، وأن الكنيسة تحتاج إليهم، وللأسلوب الجديد لصيد مؤمنين جدد، خاصة من جيل الشباب، والتأكيد على محبة الله لهؤلاء الشباب. ولا ننسى أن قداسة البابا قد التقى ولأول مرة في حبريته لما يزيد على 2 مليون شاب في روما بمناسبة يوبيل الشباب في سنة الرجاء اليوبيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى