افتتاحية العدد

الثقافة المرورية – الأب رفيق جريش

تتسبب حوادث الطرق وهي مشكلة عالمية خطيرة في وفيات وإصابات وخسائر مادية كبيرة. وتختلف أسباب حوادث الطرق، فمنها عوامل متعلقة بالسائق، مثل السرعة الزائدة والقيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات أو التشتت أثناء القيادة، وعوامل متعلقة بالطرق، مثل الطرق الضيقة وعدم ملائمة الطرق للسير فيها.

وفي الفترة الأخيرة، نشرت أخبار كثيرة في الصحف والمجلات تنبه على الإهمال الجسيم والخطير الذي أصاب المنظومة المرورية في مصر: فلابد من صيانة التحويلات وتكثيف العلامات الإرشادية والتحذيرات ومحددات السرعة، ولابد من مراجعة توزيع الكثافات المرورية.

أي نعم، تم بناء كثير من الكباري الحديثة، أي نعم تم توسيع الحارات المرورية، أي نعم تم توفير بعض الوقت، كل ذلك نعترف به ولا نستطيع أن ننكره.

ولكن ما فائدة ذلك والشوارع الداخلية للمدن مهملة وتحتاج صيانة؟ فالنقر والمطبات بسبب الأسفلت المتهالك يصرخان في وجه أي مسئول يمر ويرى. لدينا إحساس بالاهتمام بالمدن الجديدة والكمبوندات، وإهمال الطرق الداخلية التي تتسبب في كثير من الحوادث والمصائب. فقد انتشرت في الآونة الأخيرة عادات وأنماط سلوك سلبية تتعلق بقيادة المركبات، وأصبحت الحوادث المرورية تشكل هاجساً مقلقاً.. فهي من المشكلات التي تقوم على استنزاف الموارد البشرية والمادية.

الحاجة اليوم ملحة إلى وجود الثقافة المرورية، كما أن قانون المرور الجديد أصيب بالسكتة الدماغية، فلا يطبق على أرض الواقع ولا يوجد من يطبقه.. فلابد من سرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين وتكثيف الجهود لفرض الانضباط والالتزام بالقانون على كافة الطرق للحفاظ على أرواح وأموال المواطنين. ولتحقيق ذلك، يجب على الدولة والمواطنين التعاون معا في تطبيق الثقافة المرورية. والهدف من عمليات تطوير الطرق والتوعية وتطبيق القانون هو الوصول لبيئة آمنة خالية من الحوادث، وهي بالتالي مسئولية عامة يجب على الجميع التكاتف للوصول إليها: فلغة الأرقام والإحصاءات في الحوادث المرورية تتكلم عن نفسها، ولن أتكلم عن تغليظ العقوبات بحق المستهترين في قيادة مركباتهم، فالرقابة على النفس يجب أن تبدأ من داخل الإنسان فتكون الثقافة المرورية جزء من حياتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى