
سعوديون يرسمون في فناء كنائس أردنية موروثهم التراثي وتجاربهم الفنية
سلطت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الضوء حول مشاركة عدد من فناني السعودية التشكيليين في اطار مهرجان ثقافي وفني تضمن من بين محاوره إقامة معرض للرسوم في الهواء الطلق ضمتها باحات كنائس بمنطقة الفحيص الأردنية.
وأبرزت صحفية في الجريدة تدعى إيمان الخطاف إن مشاركة الفنانين السعوديين في ذلك المعرض اتسمت بالروحانية كونها جعلتهم يقومون بالرسم في بلدة الفحيص الأردنية (13 كيلومتراً عن عمّان) التي تشتهر بكنائسها إلى جانب بساتينها الخضراء ومزارع الزيتون وكروم العنب المنتشرة فيها، إلا أن كثرة الكنائس تنسجم مع الأكثرية المسيحية من سكانها، الأمر الذي يجعل من الرسم داخل الكنسية فكرة ممتلئة بالروحانية ومد الجسور الثقافية، وهي تجربة يخوضها تشكيليون سعوديون ضمن مهرجان الفحيص الذي يفتتح أبوابه مساء الأربعاء المقبل، في ساحة دير الروم الأرثوذكس.
وأضافت الخطاف في سياق تقريرها بان الرسوم الخاصة بفناني السعودية جاءت في محور المهرجان الذي يحمل شعار «الأردن… تاريخ وحضارة»، والذي يقام بدورته الثلاثين، ليجمع ما بين الثقافة والفنون، ويضم الفنانين من نجوم الطرب والسينما والفن التشكيلي وغيرها. ويأتي هذا الخليط من شتى الدول العربية، في تمازج ثقافي لافت؛ حيث يجمع الفن التشكيلي وحده نحو 20 فناناً قدموا من مدارس فنية مختلفة.
وأجرت الصحفية إيمان الخطاف سلسلة من اللقاءات مع الفنانين المشاركين حيث تحدثت التشكيلية السعودية فاطمة النمر لـ«الشرق الأوسط» عن مشاركتها في المهرجان، بالشراكة مع «رواق البلقاء»، مبينة أن تعدد الثقافات يكاد يكون السمة الأبرز لهذا التجمع الفني، مبينة أن إقامتها الفنية استمرت 5 أيام، وأنتجت خلالها عملين من إنتاج ورشة العمل، مضيفة: «اشتغلت على عملين، هما: (حجيّة) و(غصن الزيتون)، وحاولت فيهما أن أدمج بين ثقافتي الخليج والأردن، فالفكرة تكمن في دمج ثقافتين بروح عربية واحدة».
ويأتي هذان العملان بتقنية السجاد، كما تفيد النمر، بمقاس 135 في 135 سنتيمتراً لكلتا اللوحتين. وتشير الفنانة للحالة الروحانية اللافتة التي عاشتها في هذه التجربة، من خلال الرسم في ساحة دير الروم الأرثوذكس بالفحيص، قائلة: «الأجمل أننا نرسم في محراب (كنيسة)، وحين يكون المرسم في محراب، فإن في ذلك روحانية عالية».
وتشير النمر إلى البيوت الشعبية في بلدة الفحيص التي تعد منطقة سياحية، وذلك باعتبارها مكاناً باعثاً على الإلهام الفني؛ حيث تنتشر فيها المطاعم وأماكن الحرف اليدوية وغيرها بشكل لافت. وتردف: «المشاركات الفنية هي متنوعة الثقافات وتحفز على تبادل الخبرات، فهناك خليط مدهش ما بين المبتدئين والمحترفين».
التشكيلي السعودي عبد الله الأحمري تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن مشاركته في سمبوزيوم «رواق البلقاء» ضمن مهرجان الفحيص الذي ينطلق يوم الأربعاء، مبيناً أنها مشاركة تأتي ضمن نخبة من فنانين وفنانات العرب، ويضيف: «يعتبر هذا الحراك الثقافي الفني مهماً لتبادل الخبرات وطرح التساؤلات في فضاء الإبداع».
وأشار الأحمري إلى أنه في ختام هذا الملتقى سيقام معرض فني تقدم فيه تجارب الفنانين المشاركين، مبيناً أنه يعمل حالياً على عمله الفني ليكون حاضراً في هذا المعرض الذي يجمع الفنانين من عدة دول عربية، في تجربة يصفها بالفريدة والملهمة، بالنظر لكونها فرصة لتلاقح الأفكار وتبادل وجهات النظر الفنية في مساحة رحبة.
(المصدر عنكاوا)