Uncategorized

معاناة الأطفال غير مقبولة.. رئيس أساقفة إيطاليا يزور مستشفى كاريتاس للأطفال في بيت لحم

على رأس وفد من 160 شخصًا من مختلف المدن الإيطاليّة؛ قام رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماثيو تسوبي، بزيارة إلى مدينة بيت لحم، حيث تفقد مستشفى كاريتاس للأطفال، والذي يُعتبر المستشفى الوحيد من نوعه في الضفة الغربية، وتأتي هذه الزيارة في إطار مبادرة الحج الأبرشي إلى الأرض المقدّسة بعنوان “سلام وتضامن”.

وكانت في استقبال نيافته المسئولة عن المستشفى الأخت علياء كاتاكايام، من راهبات المحبّة، والتي رافقت الكاردينال تسوبي في جولته، وتفقد نيافته عددًا من الأقسام والتقى ببعض الأطفال وبعائلاتهم وتحدّث إلى الأطباء والممرضات، حيث يوفر المستشفى خدماته الطبية لـ50 ألف طفل سنويًا بالأقسام الداخلية والعيادات الخارجية.

وشاهد نيافته فيلمًا وثائقيًا يتناول تاريخ المستشفى الذي يحتفل هذا العام بمرور 71 لإنشائه، مع العلم أن خدماته لم تنقطع طوال العقود السبعة الماضية رغم الظروف السياسيّة التي عصفت بالأرض المقدّسة، لاسيما الحرب الدائرة في قطاع غزة التي تزيد من صعوبة تنقل العائلات الساعية إلى توفير العلاج لأطفالها، ناهيك عن مشكلة الاكتظاظ التي يعاني منها المستشفى.  

وأوضحت مسؤولة التسويق والإعلام بالمستشفى: إنه للوصول إلى بيت لحم يتعيّن على العائلات أن تجتاز عشرات حواجز التفتيش الإسرائيلية، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الصراع لم يتمكن 7 آلاف طفل من الحصول على العلاج اللازم، وقالت: إن الحرب زادت من تفاقم الأوضاع الاقتصادية التي كانت صعبة أصلاً، مشيرة إلى أن غياب السياح والحجاج أدى إلى فقدان الكثير من فرص العمل وبالتالي باتت العائلات عاجزة عن تسديد كلفة العلاج.

وأكدت: على الرغم من الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة ما يزال المستشفى يلعب دوره رغم من احتياجاته المتزايدة، كي يساعد المرضى، وفي منتصف شهر مارس الماضي وصل لبيت لحم 68 طفلاً في قطاع غزة، وتمت استضافتهم في مركز متخصص وتهتم بهم اليوم منظمة “قرى الأطفال SOS”، ويوفر المستشفى لهم الرعاية الطبية.

من جانبه قال الكاردينال تسوبي: إنّنا اليوم في مكان تجد فيه آلام العديد من الأطفال العلاج، وهذا الأمر لا يحصل دائمًا، لذا من الأهمية بمكان أن ننطلق من هنا لنفهم ما هي احتياجات الصغار، كي نسعى إلى تلبيتها وضمان حقوقهم، مؤكدًا على أنّ معاناة الأطفال أمر لا يمكن القبول به، ولا بدّ من حمل الكبار على التعقل والتفكير.

وذكّر نيافته بالأطفال الذين قُتلوا في 7 أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أن بعض الأطفال الغزاويين توجهوا إلى إيطاليا حيث يتلقون العلاج في مستشفيات هناك، وقال إنه سمع منهم قصصًا رهيبة، كخضوع بعضهم لعمليات بتر الأعضاء بدون تخدير. ولم تخلُ كلمات نيافته من الحديث عن أهميّة العمل من أجل توفير حياة أفضل للصغار، مشيرًا إلى أن الحقد ومنطق القوة، وعدم الشعور بمعاناة الآخرين، والتفكير بالمصالح الخاصة وحسب كلها أمور تولّد العنف وتحصد ضحايا أبرياء، لاسيما بين الأطفال.

وختم رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بالقول: إنّ مغزى زيارة الحج التي يقوم بها هو أن يفهم معاناة السكان والسعي إلى التعامل معها بواسطة المحبة والقرب والمساعدة والصلاة، كي يجد المسؤولون القوة والشجاعة اللازمتين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار.

يُشار إلى أنّ مستشفى كاريتاس للأطفال قد أبصر النور في العام 1953 في بيت لحم، وهو يتبع لمنظمة “إغاثة أطفال بيت لحم” الخيرية في سويسرا منذ العام 1963، ويوفر المستشفى خدماته الطبية لحوالي 50 ألف طفل سنويًا ضمن أقسامه الداخلية وقسم العيادات الخارجية، ويؤكد المستشفى على موقعه الإلكتروني الرسمي أن رسالته تكمن في تحسين النتائج الصحية للأطفال في فلسطين من خلال خدمات متخصصة وآمنة يقدمها فريق من ذوي الكفاءات العالية.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى