استضافت مصر على طول تاريخها القديم والحديث ضيوفاً نزحوا أو هجروا إليها لأسباب مختلفة ولكن في أغلبها بسبب الإضطهادات والحروب الأهلية في بلادهم وفي السنوات الأخيرة استقبلت مصر لبنانيون أثناء الحرب الأهلية في لبنان والتي ظلت خمسة عشر سنة ثم جاءت الحروب العراقية والغزو الأمريكي لها، واستضافت مصر العراقيون ثم جاءت الحرب في سوريا مع داعش وأخواتها فجاء السوريون وأقاموا مع غيرهم مشاريع صغيرة وأسسوا كياناً اقتصادياً لهم في اختهم الكبرى مصر والآن كما في عهود سابقة جاء السودانيون بعد أن اندلعت الحرب بين الجيش النظامي هناك وقوات الدعم السريع مما نتج عنه هروب كثير من الأخوة و نزحوا إلى مصر .
عدد المهاجرين في مصر وصل حسب الإحصاء المعلنة الرسمية إلى ما قرب العشرة ملايين، وهذا العدد مرشح ان يزيد خاصة من الأفارقة إذ تشهد القارة الأفريقية تقلبات عدة ومصر من جانبها تستقبل فهي الأخت الكبرى للعرب والأفارقة، ولكن علينا أن نعي بعض المشكلات التي يجب ان تحل سريعاً حتى لا تقع مصر في الفخ الذي وقعت فيها دول قبلنا خاصة الأوروبية وإن كانت لم تستضف العدد التي تستضيفه مصر .
مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يشهدها العالم ومنها مصر لن تكفي المساعدات التي تأتينا من دول أو مؤسسات دولية أخرى لمساندة هؤلاء الضيوف فسيؤدي إلى عبء ثقيل جداً على ميزانية مصر وأيضاً المصريون والأشخاص الذين يساعدون في رفع المعاناة عن ضيوفنا، (ونحن لهم شاكرون).
كثير من الضيوف الجدد سيمكثون في مصر مدة طويلة فيجب إيجاد حلول اجتماعية لمشكلة الانثقاف والإندماج في المجتمع المصري مع الحفاظ على هويتهم وثقافتهم ولهجاتهم الخاصة، لذلك بفضل معرفتهم عن مصر من خلال الأفلام بلهجتنا المصرية الجميلة والفن والأغاني وغيرها من قوة مصر الناعمة مما سيسهل كثير من شئون الاندماج خاصة الاطفال والشباب الذين سينخرطون في الدراسة في المدارس والجامعات المصرية.
مع ضيق ذات اليد والأزمة الاقتصادية ستكون مصر معبراً للهجرة غير الشرعية إلى مصر من جهة، ومن مصر صوب دول أوروبا الواقعة على البحر المتوسط من جهة أخرى، مما يضع مصر في حرج مع دول الغرب خاصة إن الهجرة غير الشرعية يرافقها مشكلات مثل الغرق والموت فى وسط البحر، وابتزاز المهربون المتاجرون الذين يبيعون الوهم لهؤلاء المهاجرين، وكثيراً ما يتم القبض عليهم وإيداعهم معسكرات أو سجون أو يرحَلون عائدون إلى مصر.
هذه بعض من كثير من المشاكل التي يجب ان نجد لها حلول جذرية سياسياً ودبلوماسياً واجتماعياً حتى لا نقع فيما تقع فيه دول اوروبا الذين يتعاركون على عدد المهاجرين التى ستستقبله كل دولة .