بوجوه شاحبة وخطوات ثقيلة، شارك مصلّون في قدّاس أحد الشعانين في كنيسة العائلة المقدّسة للاتين، الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، حيث صلّوا “من أجل السلام”.
وتجمّع عشرات الأشخاص من أطفال وبالغين وراهبات في أحد الشعانين الذي ينطلق معه أسبوع الآلام، في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب.
تحت أشعة شمس ربيعية قرعت الأجراس. وفي باحة الكنيسة التي ازدانت بسعف النخيل، شارك المصلون في الطواف التقليدي حول الكنيسة في حي الزيتون ورنّموا حاملين أغصان الزيتون.
في مركب واحد
وقال الأب يوسف أسعد، الكاهن المساعد، “احتفالنا بأحد الشعانين هو لحظة رجاء من أجل الخير والسلام لنا وللعالم أجمع”، وشدّد على أنها مناسبة “لتنقية قولبنا وملئها بالمحبة والكرم والسلام”.
وفي الصف الأمامي وقف خدّام المذبح بزيّهم الأحمر والأبيض. ومن خلفهم مصلّون بملامح حزينة.
وقالت الراهبة نبيلة صالح “في هذا العيد لا نحس بالأجواء. صحيح أننا زيّننا لأن لدينا شجرة نخيل لكننا لا نحس بالأجواء كما كل سنة”. وأضافت “كلنا في مركب واحد ونعاني من الصعوبات نفسها وويلات الحرب نفسها ونتمنى أن تحمل السنة المقبلة الخير والسلام لوطننا الغالي فلسطين بكل ربوعه”.
تضامن يومي
مبنى الكنيسة التي يضم مجمّعها مدرسة، لا يزال صامدًا على الرغم من أنه لم يسلم من الحرب. ولجأت عائلات مسيحية كثيرة في غزة إلى مجمّع الكنيسة هربًا من ويلات الحرب.
في ديسمبر قُتلت في المجمّع امرأتان هما أم وابنتها بعدما أصيبتا بطلقات لدى توجّههما نحو الدير. وندّد حينها البابا فرنسيس بـ”استهداف لمدنيين عزّل (…) بطلقات قنّاصة” وقال إن الواقعة “حصلت داخل حرم رعية العائلة المقدسة حيث لا يوجد إرهابيون بل عائلات أو أطفال أو مرضى أو (ذوو) إعاقة”.
ولا ينفك البابا فرنسيس يدعو إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وفي التاسع من تشرين الأول اتّصل البابا هاتفيا بكاهن العائلة المقدّسة في غزة غابرييل رومانيلي معربًا له عن تضامنه ومبلغًا إياه بأنه يصلّي من أجل الرعية الكاثوليكية الصغيرة في القطاع.
وهناك نحو ألف مسيحي غالبيتهم من الأرثوذكس في قطاع غزة.
(أبونا)