Uncategorized

رسالة المطران حنا جلوف لعيد القيامة 2024

من النائب الرسولي للاتين في سوريا

إلى الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين وأبناء أبرشية اللاتين في سورية.

إخوتي وأخواتي أتمنى لكم  فصحاً سعيداً ومباركاً.

مع بركتنا الرسولية أقول لكم: المسيح قام … حقاً قام

إخوتي الأعزاء،

أخط إليكم هذه الرسالة بمناسبة عيد الفصح المجيد وعندما نحتفل بعيد القيامة في كل عام فإنما نحتفل بعيد الخلود أي نذكر انتصار المسيح على الموت والهاوية والخطيئة والظلمة والفصح الذي نحتفل به هو مصدر خلاص لجميع الناس بدءاً بالإنسان الأول الذي ينال الخلاص والحياة في كل شخص وكل إنسان.

المسيح قام، حقاً قام. هذا هو إيماننا وهذا هو إيمان الكنيسة جمعاء في الأمصار الأربع:

في قانون الإيمان نردد: وفي عهد بيلاطس البنطي المسيح تألم وصلب ومات وقبر وقام في اليوم الثالث فنحن نؤمن بالموت على أساس القيامة ولا نؤمن بالقيامة على أساس الموت. لذا علينا أن نجعل من هذا الإيمان مفاعيل منظورة، في حياتنا وسلوكنا وهويتنا وأذهاننا وأفكارنا.

تنبأ الأنبياء بأمور كثيرة عن سر الفصح الذي تحقق بالمسيح يسوع، له المجد أبد الدهور (غلاطية 1: 5) جاء من السماء إلى الأرض من أجل البشرية المتألمة واتخذ طبيعتنا البشرية في الأحشاء البتولية وولد إنساناً. حمل الآم الجسد. وبالروح الذي لا يقدر أن يموت أباد الموت قاتل البشر. سيق إلى الذبح كحمل وفدانا من عبادة العالم. مثلما أخرج شعبه من دار العبودية هو الذي أخرجنا من العبودية إلى الحرية، ومن الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة وجعل منّا كهنوتاً جديداً وأمة مختارة وأبدية، هو فصحنا وهو خلاصنا. هو الذي عانى الكثير في الكثيرين، هو الذي قُتِلَ في هابيل وتشرد في يعقوب وبيع في يوسف وألقي في الماء في موسى وذبح في الحمل الفصحي واضطهد في داود وأهين في الأنبياء.

هو الذي تجسد بالبتول وعُلِّق على خشبة ودفن في الأرض وقام من بين الأموات وصعد أعالي السماوات .

إن بلادنا في هذه الأيام تمر بأزمة اقتصادية رهيبة فالحصار الاقتصادي يعم كل مرافق الحياة والغلاء الفاحش يقضّ مضاجع الناس، والدمار بسبب الحرب والزلازل مازال شاخصاً أمام أعيننا، نبكي على ما مضى وكأننا نعيش في قبضة الموت وظلاله . وكأننا في الهجيع الأخير من الليل.

أيها الأخوة على ضوء القيامة، علينا أن ننظر إلى ما نحن عليه نظرة الإيمان فمهما طال الليل فلا بد أن ينجلي ولا بد للفجر أن يسطع.

القيامة هي قوتنا وترسنا ومجننا.

يقول السيد الرب، تعالوا إلي: أيها المرهقون والمتعبون وأنا أريحكم، تعالوا إليَّ أيها الغارقون في الخطيئة فتنالون غفران خطاياكم، أنا غفرانكم، أنا فصح الخلاص، أنا الحمل المذبوح من أجلكم، أنا غَسَلكم وحياتكم وقيامتكم ونوركم، ثقوا بأني قد غلبت العالم.

أرفع صلاتي في هذه الأيام المباركة من أجل جميع الذين طلبوا صلواتنا، من أجل المرضى والمتعبين ،أرفع صلاتي من أجل هذا البلد والقائمين عليه أرفع صلاتي من أجل السلام والحق والعدالة حتى يعم السلام والخلاص للجميع.

أتمنى لكم أعياداً مباركة

المسيح قام… حقًّا قام.

(أبونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى