رئيس الوزراء الفلسطيني: وطن يمتلك الأب منويل مسلّم لن يهزم أمام دعاة الكراهية
قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية: “قلة هم ممن يمتلكون القدرة على فرض احترامهم بتواضعهم ورقي سلوكهم في التعامل مع الآخرين، والأب منويل مسلم، الكاهن العتيق ذو القلب الصافي الرقيق، واحد من هؤلاء القلة الذين يشكّلون مدرسة في الاحترام والرقي، فيجلبون احترام الناس ومحبتهم”.
جاء ذلك خلال حفل أقيم للمونسنيور مانويل مسلّم بمناسبة مرور 60 عامًا على رسامته الكهنوتيّة (اليوبيل الماسي)، يوم الثلاثاء 11 يوليو 2023، في بستان دير اللاتين في بلدة بيرزيت، شمال محافظة رام الله، وذلك بعد القداس الاحتفالي الذي ترأسه الكاردينال المعيّن بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في كنيسة سلطانة السلام في البلدة، إلى جانب لفيف من الأساقفة والكهنة.
وشارك في حفل العشاء بطريرك اللاتين السابق ميشيل صبّاح، ونائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة واللجنة المركزيّة لحركة “فتح”، ووزراء وسفراء وشخصيات رسميّة ودينيّة، وممثلي مؤسّسات المجتمع المدني والأهلي وحشد شعبي.
وأضاف اشتية: “اليوم نحتفي بالأب مسلم ونحيي سجله الحافل بالسيرة الذاتية الغنية وعلى كل ما قدمه من أجل فلسطين وعلمها والدين والوطن، والتزاوج بين الدين والوطن بصوته العالي المسموع في كل أنحاء المعمورة.. وفي اليوبيل الماسي يزداد الأب منويل، الإنسان والراعي الصالح ومدير المدرسة المتذوق للموسيقى، صاحب الكلمات والألحان الوطنيّة التي صدحت بها حناجر الأطفال في فرقة بيت المقدس التي أسّسها في تسعينيات القرن الماضي، يزداد توهجًا وحضورًا وارفًا، بما حباه الله من قلب يفيض إيمانًا ومحبة، وبما أنعم عليه من عقل راجح، يدل السائرين في الطريق على درب الجلجلة”.
تابع: على شاطئ البحر في غزة، أسّس الأب منويل مدرسة للعطاء ما زالت تطرح ثمارها الطيبة، وتحت ظلال التين والزيتون في بيرزيت مسقط رأسه، وفي الزبابدة التي أنجبت الشهيد والدبلوماسي العنيد نعيم خضر، وضع حجر الأساس للفن والجمال، “وها لأنت اليوم تمتلك توقّد فكر، ورهافة إحساس ومحبة الناس”.
وخلص رئيس الوزراء الفلسطيني في كلمته إلى القول: “وطن يمتلك مثل صاحب الإصرار والتوهّج والعزيمة لن يهزم أمام دعاة الكراهية الذين يعتنقون عقيدة المحو والحرق في حوارة وترمسعيا والابادة الجماعيّة، وسيظل قلمه هادرًا برواية شعبه الذي لن تغيب عنه شمس الحق”.
(المصدر ابونا)
ـــــــــــــــ
المونسنيور منويل مسلّم يشكر للرب على اليوبيل الماسي لرسامته الكهنوتيّة
ترأس الكاردينال المعيّن بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، مساء الثلاثاء 11 يوليو 2023، القداس الإلهي في اليوبيل الكهنوتي الماسي (60 عامًا) للمونسنيور منويل مسلّم، وذلك في كنيسة سلطانة السلام، في بلدة بيرزيت بمحافظة رام الله.
وشارك في القداس النائب البطريركي العام في القدس المطران وليم شوملي، النائب البطريركي في عمّان المطران جمال دعيبس، والبطريرك ميشيل صبّاح، والمطران بولس ماركوتسو، والمطران منيب يونان، وكاهن الرعيّة الأب لويس حزبون، ولفيف من الكهنة من البطريركيّة اللاتينيّة ومن مختلف الكنائس، بحضور وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي الكيلة، وشخصيات عامّة، وحشد من المؤمنين من مختلف أنحاء الأرض المقدّسة.
في بداية القداس، وجّه الأب لويس حزبون كلمة إلى أوضح فيها بأنّ القداس يسطّر ثلاث مناسبات: استقبال غبطة البطريرك بعد تعيينه كاردينالاً، واليوبيل الماسي للمونسنيور منويل، واليوبيل الماسي للأخت كاترينا سالم والأخت أزيدورا سعادة وباليوبيل الفضي للأخت ناديا خيري. وتمنّى للكاهن المحتفل بأنّ “يتجدّد كالنسر في عمره، ووعده وعهده الكهنوتي، كما جاء في شعار رسامته الكهنوتيّة قبل 60 عامًا: “حملتك على أجنحة النسور، وأتيت بكم إليّ” (خر 19: 4).
وقدّم الأب حزبون نبذة من سيرة الأب منويل: ولد في بيرزيت عام 1938، سيم كاهنًا عام 1963، وهو الكاهن السابع من البلدة، وخدم في رعايا: الزرقاء الجنوبي، عنجرة، جنين، الزبابدة وغزة، وقد منحه البابا بندكتس السادس عشر عام 2006 لقب مونسنيور، وفي عام 2019 تقاعد في بلدة مسقط رأسه. وخلص كلمته مقدمًا التهنئة للمونسنيور منويل، وللعائلة البطريركيّة، ولأبناء البلدة جميعًا.
وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك بيتسابالا كلمة أشار فيها إلى أنّ المونسنيور منويل لم يكن لديه مناصب كبيرة داخل مؤسّسة البطريركيّة اللاتينيّة، إنما كان كاهنًا لعدّة رعايا، ورغم ذلك لفت غبطته إلى أنّ إصغاء الناس لا يحتاج إلى منصب إنما إلى عقليّة وفكر ورؤيّة والقدرة على التواصل في الوقت المناسب.
وخاطب الكاهن المحتفل بالقول: لقد أصبحت سلطة داخل المجتمع الفلسطيني والمسيحيّ، ليس لأنّك شغلتها، إنّما لأنّه كان لديك كلمة لتقولها. فشكرًا لأنك كنت صوتًا قويًّا. ورغم موافقة البعض واعتراض الآخر، إلا أن صوتك كان صادقًا داخل المجتمع المسيحيّ والفلسطينيّ.
وأكد غبطته بأنّ المواطن الجيّد هو المؤمن الجيّد، وعلى غرار كل كاهن، فإنّه لا يستطيع أن يحب المسيح إن لم يحب شعبه، وبأنّ بدرك بألم شعبه هو مثل ألم المسيح. ولفت إلى أنّ الأب منويل هو أولاً كاهن؛ فخور بكهنوته، وسعيد بكهنوته في البطريركيّة اللاتينيّة، وقد استطاع أن ينظر إلى آلام شعبه كآلام المسيح. وبالتالي، لا يوجد فرق بين محبّته للمسيح ومحبّته للكنيسة ومحبّته لشعبه.
وخلص البطريرك بيتسابالا في كلمته إلى القول: ستون عامًا من الكهنوت المقدّس، وهي سنوات قدّمها الأب منويل بشكل كليّ للكنيسة، وليس لشخصه. فلتكن حياته مثالاً لكل الكهنة الشباب، ولكي يبقى صوته قويًّا يدعو مجتمعنا المسيحيّ خاصة، والمجتمع الفلسطينيّ عامة، إلى البناء نحو مستقبل مشرق.
وبعد المناولة، قال الكاهن المحتفل: “إنّني الفقير، لا أملك قوة في العقل، ولا ذكاء، ولا خبرة، ولا فضائل. أمّا القيم الصغيرة والبخسة التي فيّ فإنّها تشبه حبّة القمح التي أخذها السيد المسيح. وجعل في فمي القوّة لتحوّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وتجعل العبد حرًا، لا بل ابنًا لله. وجعل في يدي السلطة لمنح الغفران ولكي ترّد الخاطئ إلى الله فيرث الحياة الأبدّيّة”.
ورفع المونسنيور منويل الصلاة التاليّة: “يا رب، أنت اخترتني شابًا لأكون لك كاهنًا في أورشليم الأرضيّة. حميتني، باركتني، وفّقتني، أعطيتي عمرًا مديدًا، وعنايتك الربانيّة كانت دائمًا ترافقني. أستودعك باقي أيامي. حين تدعوني إلى الآب، أرجوك أن تأخذني وأنا ابتسم، سعيدًا وأنا ذاهب معك، أجلجل ثياب الخجل مما فعلتُ في حياتي. أنت قلت: ’لا تمسّوا مسحائي‘. أرجوك يا رب ألا تمسني بغضبك. وحين أذهب إلى الآب، أطلب منه أن يقول لي: منويل، تعال رث الملكوت المعد لك منذ إنشاء العالم”.
(المصدر أبونا)