شارك الكاردينال كونراد كرايفسكي، المسؤول عن مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم، شارك في مبادرة بعنوان “لنصنع السلام”، وهي عبارة عن يوم خُصص للاهتمام بالأطفال اللاجئين، ونُظم في بازيليك القديسة صوفيا بروما. على هامش المبادرة أجرى موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني مقابلة مع نيافته عبر فيها عن امتنانه الكبير لجميع الأشخاص الذين يفتحون أبوابهم أمام الرجال والنساء والأطفال الفارين من الحرب.
يقول منظمو المبادرة إن الهدف منها يتمثل في مساعدة الأطفال النازحين الأوكرانيين وغير الأوكرانيين على تخطي الصدمة النفسية التي تعرضوا لها بسبب الحروب والصراعات المسلحة، وقد شهد الحدث مشاركة عدد كبير من الأطفال القادمين من أوكرانيا وبلدان أخرى. وقد تم ذلك بفضل جهود “هيئة طابور” والجمعية الدينية “سانتا صوفيا”، وكان الفاتيكان ممثلاً بالكاردينال كونراد كرايفسكي.
استهل نيافته حديثه لموقعنا مشيرا إلى الأسباب التي حملته على المشاركة في هذا اللقاء وقال إن الرب يسوع يطلب منا أن نكون كالأطفال، وبالتالي يمكننا أن نتعلم الكثير منهم! ولفت إلى أنه لم يستطع أن يتغيب عن هذه المبادرة، خصوصا لأنها موجهة إلى النازحين، الذين لا يحتاجون إلى صلواتنا وحسب إنما أيضا إلى حضورنا بجانبهم، مضيفا أن هؤلاء هربوا من بلدهم، وقد وجدوا في إيطاليا استقبالا رائعاً، ويتعين على الكنيسة أن تكون حاضرة بينهم.
في سياق حديثه عن الزيارة التي قام بها إلى أوكرانيا حيث اطلع عن كثب على معاناة السكان، قال نيافته إنه عاد إلى الفاتيكان لكنه يشعر أنه ظل في أوكرانيا، ولم يغادرها إطلاقاً. وأوضح أنه يفكر بجميع الأشخاص المتألمين، ومن يقاتلون ومن أرغموا على ترك بيوتهم، ويفكر أيضا بالمرضى والقتلى. وأشار بعدها إلى أنه أمضى أسبوعين في أوكرانيا حيث التقى بأشخاص يفوقون العادة، وأشاد المسؤول الفاتيكاني بالكنيسة التي لم تتخلى عن مؤمنيها، وهذا الواقع ينطبق على الكنيسة اللاتينية وكنيسة الروم الكاثوليك والكنيسة الأرثوذكسية أيضا. وقال إنه لمس الأمل الكبير لدى الناس وحبّهم لوطنهم، ولم يلمس لديهم الحقد، مؤكدا أن جميع الأشخاص يتألمون، بما في ذلك المدنيون العزل الذين يُقتلون ويرغمون على ترك بيوتهم ووطنهم. ولفت إلى أنه أطلع البابا فرنسيس على كل ما شاهد، مشيرا إلى أن الحبر الأعظم لا يوفر فرصة إلا ويرفع فيها الصلاة من أجل أوكرانيا، ومن أجل النازحين في أنحاء العالم كافة.
لم تخل كلمات الكاردينال كونراد كرايفسكي من الحديث عن السلام وقال إن البالغين هم المسؤولون عن كل ما يجري، لا الأطفال. وأكد أن بناء السلام في العالم يتطلب أن نبدأ من أنفسنا إذ لا بد أن نحقق السلام بداخلنا أولا كي نتمكن من نقله إلى الآخرين. وأضاف أنه يود أن يوجه كلمة شكر إلى العديد من العائلات، بدءا من البلدان المجاورة لأوكرانيا، وصولا إلى إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا. وقال إن تلك العائلات تستقبل في بيوتها عائلات أوكرانية نازحة وتقدم لها السلام. وبهذه الطريقة – ختم نيافته يقول – تبصر النور مدينة بيت لحم صغيرة تتم فيها الولادة الجديدة، التي تحمل معها السلام.
( المصدر راديو الفاتيكان)