Uncategorized

العذراء بالنفس والجسد في السماء.. الأب رفيق جريش

يقول التقليد إنه حين قرُب موعد انتقال العذراء، أرسل السيد المسيح إلى أمه ملاكًا يحمل إليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرًا وطلبت أن يجتمع إليها الرسل. فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالإنجيل وأن يذهبوا إلى الجسمانية حيث كانت العذراء موجودة. وبمعجزة إلهية “وُجِدوا جميعًا” في لحظة أمام السيدة العذراء، فيما عدا توما الرسول الذي كان يكرز في الهند، وبعدما ودَّعتهم، حضر إليها ابنها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة القديسين، فأسلمت روحها الطاهرة بين يديه المقدستين، ورفعها الرسل ووضعوها في التابوت وهم يرتّلون والملائكة أيضًا غير المنظورين يرتلون معهم ودفنوها في القبر، وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر إلى السماء محمولاً بواسطة الملائكة، وقد أخفى عن أعين الآباء الرسل، هذا الأمر ما عدا القديس توما الرسول الذي لم يكن حاضرًا وقت نياحة العذراء وعندما ذهب إلى القبر مع الرسل الآخرين وجده فارغ ومنذ الحين إيمان الكنيسة إنها أصعدت بالنفس والجسد.

قال القديس أمبروسيوس: “ليس جسد العذراء جسد موت، بل جسد حياة، ليس جسدها ظل موت بل بهاء ومجد هذه نعمة المسيح”، كأن العذراء كانت تشعر أن مكانها الحق مع ابنها وتقول مع صاحب المزامير: “من لي بجناح الحمامة، فأطير إلى إلهي، وأجد لديه راحتي”.

عندما دخل الطفل يسوع الهيكل، حمله سمعان الصديق وقال لمريم: “سيجوز سيف في نفسك”، هذا السيف ليس واحدًا بل سبعة سيوف… نبوءة سمعان نفسها (لو 2: 34ـ35) – الهروب إلى مصر (مت 2: 13) – ضياع ابنها في الهيكل (لو 2: 43ـ45) – لقاء مريم ويسوع في طريق الآلام قبل الصلب (لو 23: 28) – الصلب ذاته (يو 19: 25) الجنب المطعون على الصليب (متى 27: 57ـ59) ثم أخيرًا دفن يسوع من قبل المريمات ويوسف الرامي (يو 19: 40ـ42).

سؤال: هل العذراء معصومة من الآلام ؟ لا… الكتاب يقول: “بالآلام تلدين البنين” (تك 3: 16). إن العذراء صورة من الإنسان في حالته الفردوسية، ورغم ذلك، تألمت، والمسيح ذاته بعد قيامته ظهر للتلاميذ بعلامات الصلب أي بعلامات الألم، وإذا كان المسيح قد وطئ الموت بالموت، فالعذراء وطئت الآلام بالآلام، ولذا استحقت أن تُرفع إلى السماء وتُصعد بالنفس والجسد، أي قيامة كاملة للعذراء، التي هي صورة لقيامتنا قيامة كل إنسان يسلم حياته للرب.

يقول الأب فرديريك وليم فابر (1804ـ1863): “مشاركة مريم آلام يسوع، كانت تقدمتها للآب الأزلي، تقدمة خليقةٍ منزَّهة عن الخطيئة، من أجل التكفير عن خطايا إخوتها في البشرية…وكل عيد عذراء وجميع القراء الأحباء في نعمة وبركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى