بعد غياب ما يقارب 9 أشهر عن بغداد، احتفل البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، 12 إبريل بقداس شكر في كاتدرائية مار يوسف في حي الكرادة بالعاصمة العراقيّة، بمشاركة عدد من الأساقفة والكهنة والراهبات وجمع غفير من المؤمنين الذين استقبلوه بحفاوة كبيرة وتصفيق حار مع الزغاريد.
وقال البطريرك في عظته: بعد تسعة أشهر من المعاناة والصبر والصمود وعدم الاستسلام للظلم، ها إنني أعود إلى مقر البطريركية التاريخي في بغداد. إنها بمثابة ولادة جديدة تمامًا كما المرأة التي تضع حملها بعد الشهر التاسع بكل طبيعية. والمناسبة رمزية بديعة هما عيد القيامة المجيد وعيد الفطر المبارك”.
أضاف: “أعود بسلام وارتياح وحيويّة، والشكر لله الذي منحني القوة والحكمة كل هذه الفترة الصعبة. وأخيرًا تحقّق القول لا يصح إلا الصحيح. وهذا درس للجميع”. وقدّم غبطته الشكر “لدولة رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوادني على دعوته المشجعة لي بالعودة، وعلى استقباله، وعزمه لحل الإشكال بشكل مناسب يعود الكرامة للكنيسة الكلدانيّة”، كما شكر “كل من اتصل أثناء المحنة، وعند بدء انفراجها من مسيحيين ومسلمين ومسؤولين عراقيين وأجانب، ولكل من وقف مع الكنيسة الكلدانيّة كل هذه الفترة وصلى”.
تابع: “أوكد أني لا أحقد على أحد، ولن أتشفى بأحد. أدعو الجميع إلى إعطاء الأولويّة في هذه الظروف المقلقة للوحدة الوطنية والالتفاف حول رئيس الوزراء لترتيب البيت العراقي وحلّ جميع المشاكل العالقة بمسؤولية وصدق وحكمة. كما أدعو أساقفة الكنائس إلى وضع المصالح الشخصيّة جانبًا والعمل معًا كفريق واحد من أجل بلدنا وكنائسنا والمحافظة على مسيحيين مما يجعلنا ننمو كعراقيين، مسيحيين ومسلمين وآخرين في الإنسانيّة والأخوّة والوطنيّة ولا نقبل أن نكون مصدر توتر”.
وختم البطريرك ساكو كلمته بالقول: “على المسيحيين الذين غدوا أقلية عدديًّا أن يكونوا مصدر نور ومحبة وأخوّة شاملة، كما أوصاهم المسيح، ليتمتعوا بمكانة جيدة في هذا الوطن، ويكونوا حقًا ملح الأرض. وكما يقول المسلمون ورودًا. لنتحد في الصلاة من أجل بلدنا والسلام في الأراضي المقدسة ومن أجل كنيستنا”.
(أبونا)