Uncategorized

البابا فرنسيس يستقبل الحجاج من أبرشية سبوليتو- نورتشا الإيطالية

استقبل البابا فرنسيس قبل الحجاج القادمين من أبرشية سبوليتو- نورتشا من مقاطعة أومبريا الإيطالية، وشكر الأب الأقدس في بداية كلمته الجميع على مجيئهم إلى روما في هذه السنة اليوبيلية حيث يحتفلون بالذكرى السنوية لتكريس كاتدرائية مريم العذراء سيدة الانتقال في سبوليتو.

 وتحدث البابا عن جمال هذه الكاتدرائية وعن جاذبية الجمال، وأضاف أن إعلان الإيمان هو في المقام الأول قضية جمال، والجمال لا يمكن شرحه بل يتم إبرازه، فلا يمكن الإقناع بالجمال بل يجب الشهادة له، ولهذا فإنه بالنسبة للكنيسة ما تتم الشهادة له أكثر أهمية مما تتم العظة به.

وواصل الأب الأقدس الحديث عن الجمال مشيرا إلى أنه من الضروري البحث عنه وإظهاره مثلما يفعل مرمِّمو الرسوم الجدارية القديمة. وتابع أن هذا ينطبق على الكنيسة أيضا حيث ما لا يَظهر للأعين هو ثمين بشكل أكبر مما يمكن رؤيته، والإشارة هنا إلى الصلاة وأعمال المحبة التي لا يتم إظهارها، قوة المغفرة التي لا يتم الإعلان عنها، تضحيات الرعاة، حياة الكثيرين من قديسي الحياة الاعتيادية، شهادة الوالدين والعائلات والمسنين. وانطلاقا من هذه الأفكار أعرب البابا فرنسيس لضيوفه عن الرجاء في أن يكونوا مكتشفين للجمال وباحثين عن كنوز الإيمان، وألا يتوقفوا أمام سطح الأشياء بل أن يروا ما هو أبعد مثمِّنين ومعانِقين خير القداسة والخدمة الذي هو غنى الكنيسة. يرجو الأب الأقدس أيضا أن يُنَموا هذا الغنى وذلك لأن الإيمان، وحسب ما واصل البابا، لا يمكنه أن يظل ذكرى من الماضي، أمرا متحفيا، بل هو يعيش مجددا في فرح الإنجيل، في جماعة تتألف من أشخاص وفي تجمع مَن يختبرون الرحمة ويشعرون بأنفسهم أخوة وأخوات يحبهم الله.

البحث عن الجمال هو توجه إلى جوهر الأمور، قال البابا فرنسيس، وتابع أن بالنسبة للكنيسة ليست هذه لحظة التركيز على جوانب ثانوية أو خارجية بل هي لحظة النظر إلى جماعة الأصول والتركيز على الأولويات الحقيقية، والتي هي الصلاة والمحبة والإعلان. ثم قال قداسته لضيوفه إنه يعلم بعملهم من أجل عمل رعوي جديد وأضاف أن هذا أمر يستدعي اختيارات، وعلى الاختيارات أن تنطلق مما يهم بالفعل. ودعاهم البابا بالتالي إلى عدم الخوف من تحديث أساليب الكرازة والتعليم المسيحي وخدمة الكهنة والعاملين الرعويين، وذلك للانتقال من عمل رعوي ينتظر مجيء الأشخاص إلى عمل رعوي إرسالي يتم خلاله التدريب على فتح القلوب على الإعلان. وأضاف الأب الأقدس أنه حين لا يظل القلب منغلقا وحزينا وباكيا على ما لا يسير كما يجب، أي حين ينفتح، مثلما يفعل كاهن يتفانى من أجل مؤمنيه أو عائلة تلد الحياة أو شاب يختار ألا يفكر فقط في التمتع بأوقاته بل في الله والآخرين، فإن الإنجيل يمر بشكل صادق من خلال جمال الشهادة، ولنتذكر دائما أن شهادة الحياة تنقل جمال الإيمان، قال البابا.

ثم أراد البابا فرنسيس التأمل في كلمة أخرى إلى جانب كلمة الجمال، ألا وهي الشفاعة، كلمة ترتبط بضيوفه بشكل خاص، قال قداسته. وعاد هنا إلى كاتدرائية سبوليتو المكرسة للقديسة مريم وذكَّر بالأيقونة التي تصور العذراء رافعة يديها متشفعة لنا، إنها أيقونة تتكلم، تتشفع مريم في حوار مع ابنها يسوع، قال البابا. وتابع أن مريم تتشفع للجميع حتى لأولئك البعيدين، من لا يعرفون محبة الله. وواصل قداسته إن كنيسة تتشفع، تحمل العالم إلى الرب بدون أن تصبح دنيوية، هي كنيسة حية دائما، حيوية دائما، جميلة دائما. وسلط البابا فرنسيس الضوء هنا على تغلغل فيروس الشكوى وسطنا في كثير من الأحيان، وشدد في هذا السياق على أن المسيحي لا يجوز أن يجعل نفسه سجين قيود هذه الدنيوية المتعَبة، بل هو مدعو إلى إعادة اكتشاف الجمال الذي تلقاه بنعمة من الله وإلى التشفع، أي إلى حمل هذا الجمال إلى الآخرين.

وفي ختام حديثه إلى الحجاج القادمين من أبرشية سبوليتو – نورتشا أعرب البابا فرنسيس عن الرجاء أن يساعدهم الاحتفال بذكرى تكريس كاتدرائية سبوليتو على ترسيخ الجذور كي يتمكنوا من الفرح بجمال محبة الله وكونهم كنيسة، وأن يشعروا بأنهم مدعوون إلى التشفع. بارك الأب الأقدس بعد ذلك الجميع وسألهم التوجه إلى الكاتدرائية والتوقف أمام أيقونة العذراء، كما وطلب منهم ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى