البابا فرنسيس يؤكد الحاجة إلى اقتصاد جديد مستنير
في رسالة وجهها إلى المشاركين في مؤتمر “الاقتصاد المدني” المنعقد في فلورنسا أكد البابا فرنسيس الحاجة إلى نموذج اقتصادي مختلف من أجل مواجهة ما أمام عالمنا من تحديات.
بدأ في مدينة فلورنسا في ٢٨ سبتمبر واخُتتم ٣٠ من الشهر نفسه، مؤتمر الاقتصاد المدني، ولهذه المناسبة وجه البابا فرنسيس رسالة إلى منظمي المؤتمر والمشاركين فيه أكد في بدايتها تحياته القلبية إلى ما وصفها بجماعة هذا المؤتمر، ما بين أعضاء جمعيات وأساتذة جامعيين وممثلي التطبيقات الجيدة من الشركات والروابط وممثلي المؤسسات. ثم تحدث البابا عن الحاجة اليوم إلى اقتصاد جديد ومستنير لمواجهة تغير الحقبة وما أمامنا من تحديات كبيرة، وتوقف قداسته بشكل خاص عند الفقر، أي لامساواة نموذج اقتصادي يسفر عن استبعاد وإقصاء، كما وتحدث أيضا عن حالة الطوارئ المناخية التي تهدد المستقبل على كوكب الأرض.
ثم تابع البابا فرنسيس أن رؤيةً أكثر عمقا انطلاقا من الإيكولوجيا المتكاملة ستجعلنا ندرك أن جذور هذه المشاكل التي تزعج التعايش تعود إلى افتقار في حس عيش الحياة، وأشار الأب الأقدس في هذا السياق إلى ما لدى الاقتصاد المدني من أدوات كثيرة لمواجهة هذه المشاكل، لقراءتها بالشكل الصحيح وتقديم توجيهات لحلها، إلا أن هذا وكي يكون أكثر فعالية يستدعي تجاوز الأفكار السائدة، وسلط البابا الضوء على تعميق أنثروبولوجيا يكون فيها الشخص قادرا على العطاء وعلى ما وصفه قداسته بذكاء اجتماعي يقوم على الثقة والتعاون، وأضاف البابا أن هذا سيمَكننا من بلوغ تنوع غني لأشكال النشاط، ونمو في أعداد رجال أعمال طموحين لا يتطلعون فقط إلى الكسب بل وينتبهون أيضا إلى التأثير الاجتماعي والبيئي لنشاطهم. وأضاف البابا فرنسيس أن هذا الاقتصاد المستنير يحتاج إلى نظرة واسعة تساعد مجتمعاتنا على السير على درب العيش الجيد والعمل المولِّد وسياسة، اقتصادية أيضًا، تثريها المشاركة والمواطنة الفعالة والاختيارات المسؤولة من قِبل المواطنين ومنطق التكافل الذي هو أساس الديمقراطية، قال البابا.
وواصل الأب الأقدس رسالته داعيًا المشاركين في مؤتمر الاقتصاد المدني إلى ألا يقتصر عملهم على وضع نظريات في هذا الاتجاه، بل أن يتبنوا مهمة جمع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة جميعا. ودعاهم أيضا إلى النظر إلى الاقتصاد وإلى العالم بعيون أكثر الأشخاص فقرا، المهمشين والمستبعدين، كما وحثهم على العمل معهم ومن أجلهم. ثم ختم البابا فرنسيس رسالته راجيا للمشاركين في المؤتمر التمكن من الالتزام بشجاعة وشغف، وفي المقام الأول من التغيير، بمعنى أن تكون الغلبة لما يوحد على أشكال التفرقة الكثيرة التي تُضعف قوة الخير، وختم قداسته مؤكدا أن معا فقط يمكننا مواجهة تحديات مستقبلنا بشجاعة وإبداع.
(راديو الفاتيكان)