Uncategorized

الإعلان عن فوز الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا بجائزة بولس السادس ٢٠٢٣

عُقد في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي للإعلان عن الفائزين بجائزة بولس السادس الدولية التي يمنحها المعهد الذي يحمل اسم البابا القديس لمن يساهمون بدراساتهم أو إعمالهم في إنماء الحس الديني في العالم

. وقد قرر المعهد منح جائزة العام ٢٠٢٣ لرئيس الجمهورية الإيطالية سيرجو ماتاريلا وسيسلمه الجائزة البابا فرنسيس في ٢٩ مايو القادم في الفاتيكان.

وعلى هامش المؤتمر الصحفي أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الأب أنجيلو مافيس رئيس معهد البابا بولس السادس، فتحدث أولا عن إعادة منح الجائزة والتي كانت قد توقفت لمدة ١٤ عاما.

وقال رئيس المعهد إن جائزة البابا بولس السادس قد تأسست للتعريف بمعنى حبرية هذا البابا والأشكال المثالية التي تعاملت من خلالها شخصيات أو مؤسسات مع ما ترك البابا القديس من إرث لتحويله إلى فكر وإبداع فني والتزام عملي.

وتابع الأب مافيس متحدثا عن اختيار منح الجائزة لشخصيات سياسية بعد تخصيصها لشخصيات من عالم اللاهوت والفلسفة والفن والعمل المسكوني، فقال إن هذا الاختيار ينطلق من الرغبة في الإشارة إلى أهمية تعليم البابا بولس السادس في إلهام مَن يقومون كمسيحيين داخل المؤسسات السياسية بخدمة الخير العام.

ثم انتقل الحديث إلى اختيار الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا لمنحه جائزة هذا العام، وأشار رئيس معهد البابا بولس السادس إلى انه يتم حاليا صياغة الحيثيات الرسمية لهذا الاختيار والتي ستُقرأ خلال تسليم الجائزة في ٢٩ مايو القادم.

وأضاف أن حيثيات منح الجائزة لرئيس الجمهورية الإيطالية ستشير على الأرجح إلى قدرة ماتاريلا على تجسيد النضج الثقافي والاجتماع للرسالة المسيحية، وذلك أيضا من خلال الخدمة في المؤسسات، هذا إلى جانب القدرة على ربط حي الانتماء بجماعة، وهو ما أكده الرئيس الإيطالي بشكل دائم وبنظرة واسعة، أوروبية في المقام الأول، لكنها تشمل أفقا عالميا.

هذا وتم التطرق خلال المقابلة مع الأب أنجيلو مافيس إلى كون أحد أهداف معهد البابا بولس السادس نقل رسالة هذا البابا إلى الأجيال الشابة. وقال رئيس المعهد في هذا السياق إنه يجب من ناحية تفادي تجاهل مرور الوقت حيث تعود التأملات التي كتبها البابا بولس السادس وحواراته مع الشباب إلى قرن مضى وتغيرت بالتالي أمور كثيرة، ولكن ومن ناحية أخرى لدينا قناعة تتأكد بشكل متكرر، قال الأب مافيس، بأن إرث هذا البابا يواصل كونه حيا. وأشار على سبيل المثال إلى اهتمام البابا بولس السادس بتربية الشباب على فكر حر وناقد وديني لا يفصل بين الأبعاد الدراسية والفكرية والدينية لدى المؤمنين.

هذا وتحدث إلى إذاعة الفاتيكان أيضا على هامش المؤتمر الصحفي أندريا ريكاردي عضو مجلس معهد البابا بولس السادس، فأشار إلى ما يتماشى من أسلوب الرئيس الإيطالي في ممارسة مهام منصبه مع فكر البابا بولس السادس وتعليمه. ولفت الأنظار في هذا السياق إلى الديمقراطية التي كانت عنصرا أساسيا بالنسبة للبابا كما هي للرئيس ماتاريلا، وأيضا إلى التعامل مع الحكم كخدمة حيث تميزت كاريزما البابا القديس في الإدارة بالمعنى السامي للكلمة، أي الحفاظ على شركة الكنيسة. ثم أشار إلى نقطة أخرى ألا وهي الخير العام والذي هو أمر واضح تماما للرئيس الإيطالي حسب ما يؤكده في أسلوب عمله. وعن اختيار منح الجائزة لشخصية سياسية قال ريكاردي إن المعهد لا يريد ممارسة السياسة لكنه يسعى إلى الحوار مع الحياة الاجتماعية والثقافية ومع الفكر، وبالتالي مع السياسة أيضا.

تطرقت المقابلة مع أندريا ريكاردي من جهة أخرى إلى إسهام البابا بولس السادس في شبابه ككاهن في تشكيل كاثوليكية ملتزمة سياسيا، وتحدث عضو مجلس المعهد عن الوعي السياسي الحر للكاهن الشاب مونتيني واختياره الحرية، وبالتالي مناهضة الفاشية، مع الاهتمام بتنمية وعي حر لدى الشباب. كما وأشار ريكاردي إلى دعم مونتيني لمؤسس مؤسسة الديمقراطية المسيحية في إيطاليا دي غاسبيري ومتابعته له أيضا خلال عمله في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان حبريته هذا إلى جانب اهتمام البابا بولس السادس خلال حبريته بالقضايا السياسية.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى