أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع النائب العام الإقليمي لرهبنة الدومينيكان الأب ياروسلاف كرافيك تحدث خلالها عن الزيارة الأخيرة التي قام بها الكاردينال كونراد كرايفسكي إلى أوكرانيا لمناسبة عيد الميلاد، مسلطاً الضوء على المساعدات التي تقدمها الرهبنة للسكان المتضررين من النزاع المسلح.
وقال: مما لا شك فيه أن الرهبان الدومينيكان الذين يخدمون في أوكرانيا يواجهون الصعوبات نفسها التي تعترض السكان المحليين، وقد عاشوا عيد الميلاد بطريقة مختلفة هذا العام، نتيجة المعاناة وليدة الصراع المسلح، لكنهم يدركون تماماً أن هذا العيد يبعث الرجاء في القلوب ويثبّت الأشخاص في الإيمان. ولفت إلى أن الكاردينال كرايفسكي الذي زار أوكرانيا الشهر الماضي موفداً من البابا فرنسيس قرر أن يحتفل بعيد الميلاد مع السكان ومع الرهبان الدومينيكان، في مدينة فاستيف، ما شكل مدعاة سرور للجميع. وأضاف أن نيافته تمكن من أن يلمس لمس اليد المشاكل التي يعاني منها الأوكرانيون يومياً، الذين يفتقرون إلى مقومات الحياة الرئيسة. وقد تقاسم الضيف الفاتيكاني عشاء الميلاد مع الرهبان ومع مجموعة من المهجرين الذين تعتني بهم الرهبنة الدومينيكانية منذ بداية الحرب.
بعدها توقف الأب كرافيك عند قداس الميلاد الذي احتفل به الكاردينال كرايفسكي، مشيراً إلى أن نيافته عبر في العظة عن قناعته بأن الرب يسوع، ولو شاء أن يولد اليوم، لكان قد وُلد في أوكرانيا! وأضاف أنه عندما ينظر إلى الحاضرين يرى في عيونهم الدموع. ولفت إلى أن كلمات نيافته تركت أثراً كبيراً في قلوب المؤمنين، خصوصا وأنه حمل إلى الجميع تحيات البابا فرنسيس قائلاً إن الحبر الأعظم قريب جداً منهم وهو قلق على مصيرهم. وقدم للجماعة هدية من البابا وهي عبارة عن مسبحة، تمنى نيافته ألا تبقى مجرد هدية أو تتحول إلى تُحفة تُعرض في المتاحف، موضحا أنه لا بد أن تساعد المؤمنين على الصلاة.
هذا ثم أكد الأب كرافيك أن الكاردينال كرايفسكي أمضى ليلة الميلاد في الدير التابع للرهبان الدومينيكان، موضحا أن الدير هو عبارة عن مجموعة من المساكن قدمتها إلى الرهبنة شركة مقاولات بولندية. وأكد أن الرهبان سُروا جداً بلقاء شخص كرس نفسه لخدمة الفقراء بشكل يتماشى مع تعاليم الإنجيل، كما أن زيارته جاءت تعبيراً عن قرب البابا فرنسيس من الأوكرانيين، وقد اكتسبت أهمية لا بالنسبة إلى المهجرين وحسب إنما أيضا بالنسبة للرهبان الدومينيكان والمتطوعين الذين يخدمون الأشخاص المحتاجين. ولفت إلى أن الضيف الفاتيكاني صلّى مع الجميع، ومنح الأشخاص سر الاعتراف، لاسيما المتطوعين الذين يساعدون الغير ويحتاجون إلى الرسوخ في الإيمان.
في سياق حديثه عن المساعدات التي يقدمها الرهبان الدومينيكان في أوكرانيا قال النائب العام الإقليمي إن الرهبنة متواجدة في ست مناطق مختلفة، وهي تساعد الناس بأشكال متعددة، بدءاً من المساعدات الإنسانية. وأوضح أنه في السادس من الجاري دُشّن في فاستيف بيتٌ للعائلات المهجرة، بحضور السفير البابوي المطران فيسفالداس كولبوكاس الذي بارك المشروع، وقد تم إنجازه بفضل مساعدة العديد من فاعلي الخير، وهذا البيت يأوي حالياً حوالي خمسين شخصاً نزحوا عن مختلف المناطق الأوكرانية، وأشار إلى أن العمل جار حالياً على توسيع المشروع ليتمكن من استيعاب المزيد من المهجرين.
(المصدر راديو الفاتيكان)