الأب رومانيلي: فرحة كبيرة بالعودة إلى غزة. ألم وإنما أيضًا هدوء بين المؤمنين
بعد سبعة أشهر بعيدًا عن أبناء رعيته المنهكين من القنابل والعنف، مثل كل سكان غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، لم يعد الأب جابرييل رومانيلي إلى رعيته، الكنيسة اللاتينية للعائلة المقدسة في مدينة غزة، ومجرد تأجيل مغادرته ليوم واحد، الذي كان مقررًا في البداية في ٦ أكتوبر، قد حال دون عودته بسبب اندلاع الحرب. ولم يتمكن الكاهن التابع لمعهد الكلمة المتجسد من العودة إلى غزّة إلا بمناسبة زيارة بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا من ١٦ وحتى ١٩ مايو.
خلال هذه الأشهر من الحرب تحولت غزة إلى كومة من الأنقاض، وتشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة تقتل، عندما لا تكون هناك جراح، بسبب الجفاف وسوء التغذية الأطفال بشكل خاص، في هذا الوضع المأساوي، “أعطى الرب نعمة عظيمة”، وقال الأب رومانيلي: “تمكن الكاردينال بيتسابالا من زيارة الرعية التي يعرفها جيدًا، تمامًا كما يعرف العائلات. ودخل بيوت العديد من العائلات الكاثوليكية والأرثوذكسية”.
ويستكمل كاهن الرعية: في غزة ما يخفف من الدمار والألم، في بعض الحالات، هدوء الأشخاص، فالوضع متناقض، هناك صفاء في العديد من أبناء رعيتنا، وعلى الرغم من المعاناة الهائلة، إلا أنهم ما زالوا هادئين ويضعون أنفسهم بين يدي الرب وبطبيعة الحال هم قلقون جدًّا بشأن ما سيحدث؛ هناك المرضى، والجرحى، كثيرون رحلوا، والبعض يفكر في الرحيل، لكن الكثيرون يفكرون أيضًا في البقاء”.
سيبذل الكاهن جنبًا إلى جنب مع العلمانيين في الرعية كل ما في وسعهم لدعم الباقين، فحتى الآن لا يزال هناك ٥٠٠ لاجئ مسيحي وأطفال الأم تريزا في المُجمَّع، ولا تقتصر المساعدة عليهم، بل تمتد أيضًا إلى الجميع وصولاً إلى الجيران المسلمين.
وقال: “إن الأب الأقدس يتصل بنا يوميًّا لكي يمنحنا كلمات التعزية وبركاته، ويطلب منا حماية الأطفال ويشجعنا دائمًا على المضي قدمًا”. ورفع الأب رومانيلي الصلاة، ويطلبها لكي “يعم السلام في فلسطين وإسرائيل ولكي يمنح الرب، على الرغم من أنه يبدو مستحيلاً، وقف إطلاق النار الضروري كخطوة أولى نحو العدالة والسلام”، لكي نصل إلى المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع المحرومين من الحرية، والرهائن، وإمكانية علاج الآلاف والآلاف من الجرحى”.
(راديو الفاتيكان)