أمسية صلاة وتأمل في لبنان على نية العراق والكنيسة الكلدانية
أحيت أبرشية بيروت الكلدانية أمسية صلاة وتأمل على نية العراق والكنيسة الكلدانية فيه، في كاتدرائية الملاك رافائيل في بعبدا -برازيليا، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي وحضوره وبركة رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي.
كما حضر أيضًا بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان، وبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك يوسف العبسي، رئيس دير مار إلياس – شويا المطران قسطنطين كيال ممثلا بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وشخصيات دينية ومدنيّة، وحشد من المؤمنين.
وألقى المطران قصارجي كلمة قال فيها: “هذا إيماننا وهكذا نحن كنا وسوف نبقى، ثقة مطلقة بالله. هو وحده أبينا السماوي القادر أن يحمينا. المسيحي لا يوجد في قاموسه شيء اسمه خوف وقلق وإحباط. يا رب نحن نعرف انه كل ما اشتد الضيق والمحن، وكل ما العواصف العاتية اشتدت ستبقى منافذ مفتوحة في السماء. وكلما كبر الألم، سيكون الأمل أكبر. ونعرف أن كنيسته باقية مدى الدهر”.
وسأل: “هل تأخرنا؟ يا رب كم أنت صبور، أحيانًا نتعجب رغم كل شيء إنك ما زلت تحبنا. صلاتنا الليلة لك نرفعها، يا مسيحي، يا مشرقي، امْح من قاموسك كلمة إحباط، لا تقول انك غير قادر. يا مسيحي، يا مشرقي، أنت لم توجد هنا بالصدفة، أنت جوهرة ثمينة، أنت رقم صعب، أنت ملح في هذه الدنيا، نفوض عنك الاستسلام، يسوع بدمه على الصليب فداك، وأنت يا رب ملجأي وترسي واملي، انا في وَسَط هذه الضيقات والمحن والاضطهاد، اعرف أن الضيق سينتج الصبر، والصبر سيجعلنا نفوز بالامتحان والنصر سيعطينا الرجاء، وبعد الرجاء توجد القيامة”.
أضاف: “هو الروح القدس الذي يقود سفينتنا لميناء الخلاص، هو الروح القدس الذي يعرف أخطار الطريق وهو وحده قادر أن يحافظ على كنيسته وشعبه. الله وضعنا على هذه الأرض المقدسة أرض إبراهيم النبي، ارض أور الكلدانية، الروح هو الذي يلهمنا، لن نستسلم والرب هو الذي يحمينا. ابسط يا رب يمينك وباركنا، وبارك أمسيتنا، بارك رعاتنا، بارك كهنتك ومكرسيك الذين يحملون بشارة إنجيلك، بارك العراق وشعبه، بارك الكنيسة الكلدانية، بارك لبنان، بارك بلداننا”.
وأردف: “كنيستنا في العراق تمر بظروف صعبة. سنصلي كلنا، الرب قادر على تغيير كل الظروف، الإصرار يقوي الإرادة، والصلاة هي مفتاح كل شيء، أكيد سننتصر ولن نستسلم. يا رب السلام ضع السلام في قلوبنا، دعنا نتحسس لمستك ونشعر اكثر بوجودك، كم أنت كبير وعظيم يا رب، كم أنت خير وقدوس. إيماننا عظيم فيك، إيماننا ثابت متل الصخرة، مهما اشتدت التجارب، سنبقى هذا الزرع ببلداننا، بعراقنا وبلبناننا. لا يوجد يأس معك يا رب، ما في حزن، ما في خوف وهم. يسوع هو الأمل المطل من عند الرب. هو الفرح الذي ملأ قلوبنا وهو القوة التي تزيدنا عزم وصلابة وإيمان”.
تابع: “اليوم، لا يجب أن ننسى إنه لا يوجد حضارة لا في أوروبا ولا في الشرق الأوسط ولا في لبنان، لو لم يرتفع هذا الصليب على الكنائس والجبال وحِمل الفنون والأدب والشعر واللحن والصوت والتاريخ والهندسة واللغة والعلوم والمدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات ودور الأيتام ودور الحضانة”.
وختم: “سيدنا البطريرك لويس ساكو ومثل كل الذين سبقوا على مر الزمان ساهموا برفع اسم الكنيسة الكلدانية بالعراق وبالعالم. الكنيسة في الأول ومن ثم الكنيسة والدولة هما ضمانة استمرارية هذا الشرق، وأؤكد لكم إن أجراس الكنائس ونضال رجال الدين ورجال السياسة سيكونوا خميرة استمرارية هذه الأرض المباركة، التي هي رسالة لكل الكون. لنصلي الليلة على هذه النية”.
وألقى البطريرك الراعي كلمة جاء فيها: “عالم اليوم، ولا سيّما حكّامه، يضعون الله جانبًا، ويستغنون عن رسومه ووصاياه، ويستسلمون لمصالحهم على حساب الخير العام، ويقترفون الظلم والاستبداد ويشعلون نار النزاعات والحروب، من دون أي وخز ضمير. وهذا يعني أنّ قوى الشرّ والشرير مسيطرة عليهم”.
أضاف: “هنا تكمن مآسي البلدان والشعوب. ومن هذا المنظار نتطلّع إلى مأساة العراق العزيز وشعبه والكنيسة الكلدانيّة فيه وسائر الكنائس والمسيحيّين. وهذه مآسينا في سوريا والأراضي المقدّسة ولبنان، حيث تجلّى الله بعهديه القديم والجديد، وأرسى جذور الثقافة المسيحيّة التي أغنت هذه البلدان بحضارتها. فإنّنا بحكم رسالتنا الإنجيليّة في هذه البلدان، حيث أرادنا الله أن نكون، نبقى ثابتين وراسخين في الإيمان والرجاء والمحبّة، ومصمّمين على العيش معًا بروح الأخوّة والتعاون والاحترام المتبادل مع جميع المواطنين”.
(المصدر أبونا)