خلال العدوان المستمر من جيش الاحتلال على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية تعرضت الكثير من المواقع التراثية إلى الهدم والتدمير بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها، وأصبح من الضروري تدخل منظمة اليونسكو من أجل حفظ المواقع الموجودة في قوائم التراث العالمي، وإضافة مواقع أخرى قد تكون عرضة للتدمير على يد جيش الاحتلال.
وتهدف قائمة التراث العالمي إلى حماية التراث المسجل كتراث عالمي وإظهار أهميته وتسليط الأنظار نحو خطر اندثاره إن لم تتم معالجة ما يحيط به من أخطار، وتحدد هذه الاتفاقية واجبات الدول التي وقّعت على بنودها في تحديد المواقع التي يمكن أن تُدّرج على قائمة التراث العالمي، وتحدد دورها في حماية هذه المواقع والحفاظ عليها.
وتضم فلسطين التي حصلت على العضوية الكاملة في المنظمة الأممية عام 2011، على 6 مواقع تراثية هي..
مدينة القدس وأسوارها القديمة
أدرجت منظمة اليونسكو عام 1981 القدس القديمة وأسوارها فى قائمة التراث العالمي بناءً على طلب المملكة الأردنية الهاشمية، ثم أُدرجت عام 1982 على قائمة التراث المهدد نظرا للتهديدات الجدية على مستوى صون الموقع والوضع السياسي، هي المنطقة الواقعة داخل سور بناه السلطان العثماني سليمان القانوني، وكانت حتى ستينيات القرن التاسع عشر تمثل كامل مدينة القدس، وتحتضن الجزء الأكبر والأهم من معالم ورموز وآثار القدس التاريخية، بما فيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة. يمتد تاريخ البلدة القديمة في قلب مدينة القدس المحتلة إلى آلاف السنين وفيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وهي تتعرض منذ احتلالها من قبل الإسرائيليين عام 1967 لحملات تهويد متعاقبة تأخذ أشكالا مختلفة وتستهدف كل معالمها بما فيها المقدسات.
كنيسة المهد
أدرجت كنيسة المهد ومسار الحجاج على لائحة التراث العالمي عام 2012 وفق المعيارين الرابع والسادس وعلى لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر في نفس العام بسبب الخطر الناتج من تسرب المياه في سقف الكنيسة مما شكل تهديد على سلامتها. تُعد كنيسة المهد مثالا مميزا لنمط عمارة الكنيسة المبكرة خلال القرنين الرابع والسادس الميلاديين، وذلك بعد تحول الإمبراطورية الرومانية إلى الديانة المسيحية، ويُظهر النمط المعماري للكنيسة أيضا قوة وتأثير المسيحية خلال الفترة الصليبية وتأثيراتها على عمارة وزخرفة الكنيسة وعلى الممارسات الدينية والروحية فيها وعلى الأديرة الثلاثة الرئيسية التي أقيمت في محيطها مشكلة رمزا دينيا وروحيا لأكثر من ملياري مسيحي في العالم. وفي عام 2019م تم إخراج الموقع من قائمة التراث العالمي تحت الخطر بعد أن قامت دولة فلسطين بإنجاز كافة أعمال الترميم للكنيسة وإزالة الخطر الذي كان يهددها.
الخليل
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو،” البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية على لائحة التراث العالمي كإحدى المناطق المحمية، ويعود تاريخ البلدة القديمة في الخليل إلى الحضارة الكنعانية، وتعتبر مسقط رأس الأنبياء إسماعيل وإسحق. وللحرم الإبراهيمي أهمية بالغة لليهود أيضاً، الذين يطلقون عليه اسم “كهف البطاركة.” ويؤمن متبعو الديانات السماوية أن الحرم الإبراهيمي هو المكان الذي دُفن فيه النبي إبراهيم وزوجته سارة وابنه إسحق ويعقوب بن إسحق.
بلد الزيتون والكرمة
أدرجت لجنة التراث العالمي موقع بتير في فلسطين (بلد الزيتون و الكرمة – منظر ثقافي في جنوب القدس) في قائمة التراث العالمي لليونسكو و قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر. وذلك أثناء الاجتماع المنعقد في الدوحة (قطر) من 15 إلى 25 يونيو 2014، يتضمّن المنظر الطبيعي لتلال بتير الواقع على بعد بضع كيلومترات جنوب غرب القدس، في الأراضي الجبلية بين نابلس والخليل، سلسلة أودية زراعية تعرف باسم “وديان” وتتميّز بمدرّجات حجرية يُروى بعضها لإنتاج البقوليات، في حين يكون بعضها الآخر جافا ومزروعا كروما وأشجار زيتون.
تل السلطان
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” مدينة أريحا القديمة (تل السلطان)، على لائحتها للتراث العالمي، وذلك عقب تصويت لجنة التراث العالمي بالمنظمة الأممية اليوم الأحد، دون اعتراض من أي دولة عضو بالمنظمة. وتل السلطان -الذي يعود بناؤه لأكثر من 8 آلاف، في وادي الأردن (بالضفة الغربية المحتلة)، وهو تل بيضاوي يحتوي على رواسب من ما قبل تاريخ النشاط البشري، ويتضمن نبع عين السلطان بجواره، ويقع الموقع على بعد 10 كيلومترات إلى الشمال من البحر الميت، و2 كيلومتر شمال مركز مدينة أريحا، ويمثل أقدم بلدة زراعية مسوّرة في العالم بنيت في العصر الحجري الحديث قبل أكثر من 10 آلاف عام في أخفض بقعة على سطح الأرض (250 مترا تحت مستوى سطح البحر) قرب نبع عين السلطان، التي شجعت انتقال الإنسان من حياة الالتقاط إلى الاستقرار القائمة على تدجين النباتات والحيوانات وبناء المنشآت المعمارية وغيرها من أنظمة تطور الحضارة البشرية”.
(الأقباط اليوم)