وجه البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في منتدى ألباخ الأوروبي الذي ينعقد سنوياً منذ ١٩٤٥ في بلدة ألباخ النمساوية بمشاركة مئات الأكاديميين والسياسيين والطلاب الجامعيين الذين يتناولون قضايا اقتصادية، سياسية، علمية وبيئية، واستهل الحبر الأعظم رسالته كاتباً أنه عندما يفكر اليوم بأوروبا، يفكر قبل كل شيء بقارة حقوق الإنسان، خصوصا وأن الحقوق الإنسانية الكونية عرفت نموها وازدهرت في القارة القديمة.
تابع البابا يقول: إننا نعيش اليوم في أوروبا زمن أزمة، تحمل معها، ككل الأزمات، مخاطر وفرصاً، إنه زمن حيث مختلف الحركات الشعبوية تحظى بتأييد كبير، والأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة مرتبطة بعوامل اقتصادية وسياسية، ونرى أنه في أوروبا، وعلى أثر الموجة الشعبوية، بدأت تُفقد بعض المثل والمبادئ، المتعلقة بالسلوك حيال أفراد المجتمع الضعفاء، لتصبح هذه مسألة من الدرجة الثانوية.
واستكمل البابا: إن هذه المثل والمبادئ، وفي طليعتها الكرامة البشرية والأخوّة، كانت دوماً مرتبطة بالإنجيل، لكن السياق الثقافي تبدل اليوم، وبات يتعين على الكنيسة أن تعيش ضمن مجتمع مُعلمن، وهذا الأمر ينبغي ألا يدهشنا أو يخيفنا، لأننا نعلم جيداً أن الله حاضر هناك أيضا. بل يجب أن نسعى كمسيحيين، من خلال الحوافز المتجددة، إلى الإسهام من خلال العقيدة الاجتماعية الكاثوليكية التي تحمل طابعاً كونيا، ولفت البابا إلى أن الاتحاد الأوروبي ومذ أن أبصر النور يحمل سمات كونية، وينبغي ألا يفقدها، ومن هذا المنطلق يكتسب بعد الأخوة قيمة هامة، لذا لا بد أن تسعى المجتمعات الأوروبية إلى إيجاد الوسائل الكفيلة باحتواء الاستقطاب كي تبقى منفتحة تجاه العالم المحيط بها.
(راديو الفاتيكان)