بسبب عدم قدرته على الحديث المتواصل وأزمته التنفسية؛ كان يتولى كاردالة الفاتيكان تلاوة كلمات البابا أمام المؤمنين في أيام الأحد والأربعاء أمام المؤمنين بساحة القديس بطرس، حيث ترأس البابا في 9 فبراير قداس الأحد بمناسبة يوبيل القوات المسلحة والشرطة والأمن في روما، حيث تم الاحتفال به في ساحة القديس بطرس. وكانت العظة الأخيرة التي تمت تلاوتها بحضور البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين يوم 12 فبراير.
في 9 أبريل؛ التقى أفراد العائلة المالكة البريطانية كارلو وكاميلا في البابا فرنسيس في ذكرى زواجهما ببيت القديسة مرتا، وقد تبادل البابا والملك التمنيات بالشفاء العاجل.
وفي مفاجأة؛ توجه البابا فرنسيس يوم 10 أبريل إلى بازيليك القديس بطرس للصلاة أمام قبر القديس بيوس العاشر. في 12 أبريل زار قداسة البابا فرنسيس بازيليك القديسة مريم الكبرى، عشية أحد الشعانين والأسبوع المقدس، وتوقف للصلاة أمام أيقونة مريم العذراء. وفي 15 أبريل وقع البابا فرنسيس مرسومًا خطيًا يقضي بإصلاح الأكاديمية الحبرية الكنسية لتصبح معهدًا بمستوى كلية جامعية لدراسة العلوم الدبلوماسية.
يلتقي من اعتنوا به بالمستشفى.. والسجناء في خميس العهد
التقى البابا فرنسيس قي 16 أبريل حوالي 70 شخص ممن اعتنوا به في مستشفى جيميلي، وقد شكرهم الأب الأقدس على عملهم وأكد صلاته من أجلهم، حيث استمر اللقاء 20 دقيقة وجه خلالها البابا تحية كل شخص وشكره بشكل فردي.
رغم حالته الصحية لم ينسى البابا الراحل أبنائه؛ حيث زار قداسة البابا فرنسيس يوم خميس العهد 17 أبريل سجن “ريجينا تشيلي” في روما، حيث توجه قداسته إلى الرواق الرئيسي حيث التقى بحوالي 70 سجينًا من جنسيات مختلفة، قائلًا لهم: “أنا أحب أن أقوم، كل عام، بما فعله يسوع في خميس الأسرار، أي غسل الأرجل، وذلك في السجون”. وأضاف: “هذا العام، لا أستطيع القيام بذلك، ولكنني أستطيع –وأرغب– في أن أكون قريبًا منكم. أنا أصلي من أجلكم ومن أجل عائلاتكم”.
رسالة للمسئولين في العالم بعدم الاستسلام لمنطق الخوف ومكافحة الجوع.. آخر رسالة للبابا فرنسيس في عيد القيامة
كتب قداسة البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد القيامة المجيد وجاء فيها: أُوجّه نداءً إلى جميع المسؤولين السياسيين في العالم لكي لا يستسلموا لمنطق الخوف الذي يُغلق القلوب، وإنما لكي يستخدموا الموارد المتاحة لمساعدة المحتاجين، ومكافحة الجوع، وتعزيز المبادرات التي تُسهم في التنمية. هذه هي “أسلحة” السلام: الأسلحة التي تبني المستقبل، بدلاً من أن تزرع الموت! لا يغيبنَّ أبدًا مبدأ الإنسانية كأساس لتصرفاتنا اليومية. وأمام قسوة الحروب التي تطال المدنيين العُزَّل، وتستهدف المدارس والمستشفيات والعاملين في المجال الإنساني، لا يمكننا أن ننسى أن الأهداف التي تتعرّض للقصف ليست أهدافًا وإنما أشخاصًا يملكون روحًا وكرامة. وفي هذه السنة اليوبيلية، ليكن عيد القيامة مناسبة أيضًا لإطلاق سراح أسرى الحرب والمعتقلين السياسيين.
صرختكم الصامتة قد سُمعت
أيّتها الأخوات، أيها الإخوة، ولاسيما أنتم الذين في الألم والحزن، إن صرختكم الصامتة قد سُمعت، ودموعكم قد جُمعت، ولم تذهب واحدة منها سُدى! ففي آلام يسوع وموته، أخذ الله على عاتقه كل الشرِّ في العالم، وغلبه برحمته اللامتناهية: اقتلع الكبرياء الشيطاني الذي يسمِّم قلب الإنسان، ويزرع العنف والفساد في كل مكان. إنَّ حمل الله قد انتصر! لذلك نهتف اليوم قائلين: “قام المسيح، رجائي!”. وهو ليس رجاءً مراوغًا، بل مُلزمًا. وليس رجاءً يبعث على التراخي، بل على المسؤولية.
استعادة الرجاء والثقة بالآخرين
في هذا اليوم، أتمنى أن نستعيد الرجاء والثقة بالآخرين، حتى الذين ليسوا قريبين منا أو يأتون من أراضٍ بعيدة، بثقافات وأفكار وعادات تختلف عن تلك التي نعرفها، لأننا جميعًا أبناء لله! أودّ أن نستعيد الرجاء في أن السلام ممكن! من القبر المقدّس، كنيسة القيامة، حيث احتفل هذا العام الكاثوليك والأرثوذكس بعيد القيامة في اليوم نفسه، ليُشعّ نور السلام على الأرض المقدّسة كلها وعلى العالم أجمع. أنا قريب من آلام المسيحيين في فلسطين وإسرائيل، كما أنني قريب من الشعبين: الإسرائيلي والفلسطيني. إنّ تزايد مناخ معاداة السامية الذي ينتشر في أرجاء العالم يبعث على القلق الشديد. وفي الوقت عينه، يتوجّه فكري إلى شعب غزة، ولا سيما إلى الجماعة المسيحية فيها، حيث ما يزال النزاع الرهيب يولِّد الموت والدمار، ويسبب وضعًا إنسانيًا مروّعًا ومشينًا. أُوجّه نداءً إلى جميع أطراف النزاع: أوقفوا إطلاق النار! وليتمَّ الإفراج عن الرهائن! ولتُقدّم المساعدة للشعب الذي يتضوّر جوعًا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام.
نُصلي من أجل لبنان وسوريا
لنصلِّ من أجل الجماعات المسيحية في لبنان وسوريا التي تتوق إلى الاستقرار والمشاركة في مصير بلادها، فيما تمرّ سوريا بمرحلة دقيقة من تاريخها. أحثّ الكنيسة جمعاء على أن تُحيط مسيحيّي الشرق الأوسط الحبيب بالعناية والصلاة. كما أتوجّه بفكر خاص إلى شعب اليمن الذي يعيش إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرّة في العالم بسبب الحرب، وأدعو الجميع إلى إيجاد حلول من خلال حوار بنّاء.
سلام دائم لأوكرانيا المعذبة
ليفض المسيح القائم من الموت عطيّة السلام الفصحي على أوكرانيا المعذّبة، وليشجّع جميع الأطراف المعنيّة على مواصلة الجهود لتحقيق سلام عادل ودائم. في يوم العيد هذا، لنوجّه أنظارنا إلى جنوب القوقاز ولنصلِّ لكي يتم التوصّل سريعًا إلى توقيع وتنفيذ اتفاق سلام نهائي بين أرمينيا وأذربيجان، يؤدّي إلى المصالحة المنشودة في هذه المنطقة. ليُلهم نور الفصح نوايا التآلف في غرب البلقان، وليعضد الجهود السياسية الرامية إلى تجنّب تصاعد التوتّرات والأزمات، وليحفّز شركاء المنطقة على رفض السلوكيات الخطيرة والمزعزعة للاستقرار.
السلام والعزاء لضحايا العنف بإفريقيا
ليمنح المسيح القائم، رجاؤنا، السلام والعزاء للشعوب الإفريقية ضحايا العنف والنزاعات، لاسيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي السودان وجنوب السودان، وليعضد الذين يتألّمون بسبب التوتّرات في منطقة الساحل والقرن الإفريقي ومنطقة البحيرات الكبرى، وكذلك المسيحيين الذين لا يستطيعون في أماكن كثيرة أن يمارسوا إيمانهم بحرّية. لا يمكن أن يتحقق السلام حيث لا توجد حرية دينية، أو حيث تُقمع حرية الفكر والتعبير، ويُفتقد احترام آراء الآخرين. ولا يمكن أن يتحقق السلام بدون نزع السلاح الحقيقي! لا يمكن لحاجة كل شعب للدفاع عن نفسه أن تتحوّل إلى سباق عالمي نحو التسلّح.
ولا تغيبنَّ في هذا الزمن، مساعدتنا لشعب ميانمار، الذي يتألّم منذ سنوات بسبب الصراع المسلح، والذي يواجه بشجاعة وصبر آثار الزلزال المدمر في منطقة ساجاينج، والذي تسبّب في مقتل الآلاف ومعاناة عدد كبير من الناجين، ومن بينهم أيتام ومسنّون.