بابا الفاتيكان يبدأ زيارته التاريخية إلى بلاد الأرز.. رئيس أساقفة الموارنة ببيروت: حضور البابا بيننا يكفينا والزيارة ستجذب اهتمام المجتمع الدولي

في ظل ما يعيشه لبنان من أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية متعاقبة على مدى العقود الأخيرة؛ يستقبل اللبنانيون البابا لاوُن، اليوم الأحد وحتى الثلاثاء 2 ديسمبر. ومن المتوقّع أن تُنعش هذه الزيارة آمال الشعب اللبناني الذي عانى طويلاً، وأن تعيد وضع لبنان في دائرة الاهتمام الدولي.

ويقول في هذا الشأن رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر؛ إنّ البابا لاون، ومنذ الأيام الأولى لحبريته، عبّر عن قربه من لبنان واهتمامه العميق به، معربًا عن إيمانه بأنّ مجرد وجوده في البلاد سيكون كفيلًا لتشجيع الشعب اللبناني ورفع معنوياته وسط الظروف القاسية التي يعيشونها.

أما الرسالة الأساسية التي يأمل نيافته أن ينقلها البابا للمؤمنين في لبنان خلال زيارته؛ فهي رسالة رجاء وسلام ومحبة. فمنذ الأيام الأولى لحبريته، تحدّث عن لبنان وصعوباته، وأظهر منذ البداية مدى اهتمامه ببلدنا وبالرسالة التي يحملها المسيحيون اللبنانيون في هذه المنطقة.

واستكمل: “بلا شك هذه الزيارة رسالة محبة قوية لكل الحاضرين ولكل الذين لن يتمكّنوا من الحضور. كما ستمنحنا مزيدًا من الرجاء لنواصل رسالتنا في هذه المنطقة، ولنستمر شهودًا للمحبّة تجاه كل إنسان. وأنا شخصيًّا أعتقد أنّ زيارته سيكون لها تأثير كبير في كل واحد منا”.

وقال المطران بولس: نحن لا نتوقّع من قداسته أن يقدّم لنا حلولاً لمشاكلنا. يكفينا حضوره بيننا، ولا أتحدّث هنا باسمي وحدي، بل باسم جميع المؤمنين الذين التقي بهم وما نتشاركه بشأن زيارة الأب الأقدس. نحن نعيش فرحًا كبيرًا لمجرّد أنه يأتي إلى لبنان، ليكون معنا، ويصلّي معنا. وهذا بالنسبة إلينا أكثر من كافٍ. سنواصل مسيرتنا بقوة كبيرة، لأننا نعلم ونؤمن بأننا لسنا وحدنا. نحن مدعومون من جميع الكاثوليك في العالم، ومن كل الذين يؤمنون بلبنان، وبالشعب اللبناني، وبالرسالة التي يحملها.

الزيارة ستجذب اهتمام المجتمع الدولي

وأكد المطران بولس عبد الساتر أن الزيارة ستجذب اهتمام المجتمع الدولي بقدر ما يرغب قادته في ذلك. فبفضل الإعلام ووسائل الأخبار اليوم، يمكن لصغير الأحداث أن يبدو كبيرًا، ويمكن لكبيرها أن يبدو صغيرًا. لذلك، فإن الأمر يتوقّف على قادة العالم، وعلى دور وسائل الإعلام. كما تقع على عاتق الجميع في المجال الإعلامي مسؤولية تسليط الضوء على ما يحدث في لبنان، وعلى الظلم الذي يعانيه شعبه. فالمجتمع الدولي، في المقام الأول، يتحمّل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن الوضع الذي وصلنا إليه.

ووجه نيافته رسالة لجميع اللبنانيين قائلًا: تعالوا لتشاهدوا البابا، تعالوا لتصغوا إلى كلماته، تعالوا لتُظهروا له مدى تقديرنا لزيارته، ومدى محبّتنا له، وامتنانا لكل ما يقوم به من أجلنا. ثّم، بعد ذلك، اذهبوا إلى كل مكان وتحدثوا عن محبّة يسوع المسيح، وعن الرجاء الذي يسكن قلوبكم بفضل حضور المسيح.

(أبونا)

Exit mobile version