عبر بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة بمصر عن شكره الجزيل لجميع الذين سهروا على انعقاد الجمعيّة العامة لسينودس الأساقفة في مختلف مراحلها. تجربة سينودسية، اتسمت بالالتزام الكبير والفرح والشجاعة والمثابرة، حتى في لحظات التعب والإرهاق: “لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، الروح القدس سبقنا في هذه الرحلة ورافقنا وهو الذي يبهرنا، الروح لن يصنع أشياء جديدة، بل سيجعل الأشياء جديدة”.
وفي تحيته بختام أعمال السينودس، قال البطريرك: ها نحن هنا اليوم تنتهي اجتماعاتنا السينودسية، ولكن في الوقت عينه يبدأ سينودس جديد وحقيقي في الحياة اليومية، في الحياة الملموسة للجماعات الكنسية حول العالم، والتي سنعود إليها، نشكر الرب الذي قادنا بروحه، أساس الكنيسة ومرشدها، بواقعية ووضوح. نشكر قداسة البابا. لقد حثنا، بإلهام من الروح القدس، في هذا السينودس، بموقف الصلاة والإصغاء والتأمل، على إعادة اكتشاف هويتنا العميقة ككنيسة مرسلة وشركة ومشاركة، خلال مراحل الإعداد الثلاث والجمعيتين السينودسيتين اللاحقتين، في العام الماضي وهذا العام، عشنا تجربة سينودسية ممتازة، اتسمت بالالتزام الكبير والفرح والشجاعة والمثابرة، حتى في لحظات التعب والإرهاق.
تابع الأنبا إبراهيم: اليوم نعهد إليك عملنا قداسة، وننتظر منك مساعدة ونوراً لنواصل بفعالية مسيرتنا كشعب الله، في تاريخ البشرية، كعطية مجانية، لكل رجل وامرأة، للخلاص والوحدة، اليوم في هذه الجمعية الأخيرة، نواجه بوعي أكبر، تحدي نقل الخبرة التي عشناها في هذه الأيام، خبرة تبادل مواهب كنائسنا وعائلاتنا، والشهادة لها بحماس وفرح في واقع عالم صعب، متناقض في كثير من الأحيان، متعطش للمعنى والسلام والمصالحة. كيف يمكننا أن نعيش ونعلن، كرعاة ومعمدين، عن الرجاء الذي في داخلنا؟ إن المسار الذي سلكناه معًا في السنوات الأخيرة جعلنا ننمو وننضج، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، الروح القدس سبقنا في هذه الرحلة ورافقنا وهو الذي يبهرنا، الروح لن يصنع أشياء جديدة، بل سيجعل الأشياء جديدة، ذلك ما علمه أنا المجمع.
أضاف بطريرك الإسكندرية: إن الحدث السينودسي هو كلمة نبوية لنا وللكنيسة وللعالم، والتي فقط بمساعدة الروح القدس سنتمكن من تفسيرها والترحيب بها، سنرى بعد ذلك كيف أن الحقول ابيضت للحصاد في مجتمعاتنا الكنسية؛ وختم البطريرك: اسمحوا لي أن أختم هذه التحية بصلاة للروح القدس. أيها الروح القدس، نتوجه إليك ككنيسة شعب الله، جسد المسيح، وهيكلك، ساعدنا على إدراك ذلك وعيشه في حياتنا. ليكتشف كل واحد مكانه في الشركة والمحبة الأخوية. علمنا أن نرحب بالتنوع دون الإضرار بالوحدة، علمنا أن نبقى واثقين وأحرارًا، دون أن نقع في فخ الخوف. علمنا أن نجرؤ على التحدث والاستماع بعمق، وأن نفتح قلوبنا لأصوات الآخرين، امنحنا الشجاعة لاتخاذ خطوات ملموسة، لنبني معًا كنيسة المسيح القائم من بين الأموات، التي تشهد للعالم بمحبة الله وتعلن البشارة التي تمنح الحياة الحقيقية، نطلب هذا كله باسم المسيح مخلصنا وراعينا الصالح، بشفاعة القديسة مريم العذراء وجميع القديسين والشهداء. آمين.
(راديو الفاتيكان)