أهم الاخبار

لا يفكّر الحبر الأعظم في التنحّي “مُطلقاً”.. رحلة جديدة في حبريّة البابا فرنسيس  

على الرّغم مِن التكهّنات العديدة حيال صحّة البابا فرنسيس واحتمال استقالته، ما زال الأب الأقدس عازِماً على متابعة مهمّته. فبحسب الكاردينال فيكتور مانويل فرنانديز، لا يفكّر الحبر الأعظم في التنحّي “مُطلقاً”، إلّا أنّه يواجه حاليّاً تحدّي استعادة صوته بعد أسابيع من الاستشفاء والعلاج المكثّف. حديث الكاردينال أتى ضمن إطار مداخلة تلاها خلال عرض بعنوان “البابا فرنسيس والشِّعر” في روما بتاريخ 21 مارس، وتطرّق خلالها إلى حالة البابا الصحيّة، مُكذِّباً كلّ الإشاعات. وفيما خرج البابا من المستشفى، ما زال تأثير علاجه – بما فيه الأكسيجن بتدفّق كثيف – واضحاً على صوته، بحيث جفّ حلقه وضعفت أوتاره الصوتيّة. وقد شكّل الأمر تحدياً جديداً: “وكأنّه يتعلّم النّطق من جديد”. في هذا السّياق، أشار الأطبّاء الذين عالجوا البابا إلى أنّ فقدان الصّوت هو مِن النتائج العاديّة في حالات مماثلة، خاصّة لدى كبار السنّ، مُضيفين: “إنّ استعادة البابا كامل صوته سيستغرق وقتاً”. عدا عن صوته، يعاني البابا أيضًا من ضعف في العضلات بعد أسابيع من الحركة المحصورة. وقد شرح “فرنانديز” مدى صعوبة هذا بالنسبة إلى البابا الذي اعتاد على كونه نشيطاً ومتفاعِلاً مباشرة مع النّاس.

كما وتكلّم “فرنانديز” عن حالة البابا النفسيّة، واصِفاً إيّاه بالشخص الذي لا يُحبّ المستشفى، وقد عارض بشدّة دخوله إليها وقاوم، حتّى أقنعه القريبون منه بضرورة العناية الطبيّة لدى مرضه. لكن على الرّغم مِن هذه الصعوبات، شدّد فرنانديز على صمود البابا، مُقارِناً إيّاه بيسوعيّي الأجيال الماضية الذين عُرِفوا بقوّتهم وانضباطهم وقدرتهم على تولّي الأمور حتّى في أحلك الظّروف.

“البابا يتمتّع بقدرة هائلة على التعلّم من الحياة ومن الصعوبات. لا أشكّ في أنّ شيئاً جيّداً سينتج عن هذه المحنة”. ثمّ ذكّر “فرنانديز” بمفاجآت البابا، مُلمِّحاً إلى أنّ فترة الاستراحة هذه قد توحي له باتّجاهات جديدة لحبريّته: قيود جسديّة مع استمرار قيادة الكنيسة الكاثوليكيّة. “إنّ التزام البابا لم يتزعزع، حتّى وإن كان صوته مرتجفاً. ليس هذا الفصل الأخير، بل مرحلة ستكون مثمرة بلا شكّ بطريقتها الخاصّة… البابا سيُحوّل لحظات الضّعف هذه إلى مناسبة جديدة للتجدّد والتحوّل”.

(زينيت)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى