
البابا لاوُن يلتقي البطريرك المسكوني.. ويُعلن رغبته الذهاب لتركيا لحضور الذكرى 1700 لمجمع نيقية
شارك بطريرك القسطنطينية المسكوني في القداس الذي ترأسه البابا لاوُن الرابع عشر، الأحد 18 مايو مفتتحًا حبريته، وفي اليوم التالي استقبل الحبر الأعظم برثلماوس الأول في لقاء ودي، وتطرق البطريرك إلى سبل تعزيز الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية.
كما توقف الجانبان عند ضرورة استمرار التعاون المشترك في القضايا ذات الاهتمام الاجتماعي، فضلًا عن السعي الدؤوب إلى تحقيق السلام في العالم ومساعدة الأخوة والأخوات المتألمين وحماية البيئة الطبيعية. وهذا الالتزام الأخير كان محورياً في حبرية البابا الراحل فرنسيس، الذي خصص رسالة عامة لهذا الموضوع وهي “كن مسبحًا”، بالإضافة إلى تأسيس اليوم العالمي للخليقة.
كما تطرق بطريرك القسطنطينية المسكوني، خلال المحادثات الثنائية، إلى التواصل الأخوي والتعاون اللذين كانا قائمين بينه وبين البابا فرنسيس، علمًا أن اللقاءات التي جمعته مع البابا الراحل تخطت العشرة، دون أن ننسى الزيارة المشتركة التي قاما بها إلى جزيرة ليسبوس اليونانية في أبريل 2016، برفقة رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان يرونيموس.
رغبة بابويّة في التوجه إلى تركيا
من جانبه عبّر البابا لاوُن الرابع عشر عن امتنانه للبطريرك على مشاركته في القداس، الذي طبع بداية خدمته البطرسية، وشدد على أهمية تعزيز الحوار والتعاون بين المسيحيين. كما عبر البابا عن رغبته في التوجه إلى تركيا، قبل نهاية العام الجاري، في تاريخ يُحدد لاحقًا، كي يُحيي مع البطريرك برثلماوس الذكرى المئوية السابعة عشرة للدعوة لانعقاد أول مجمع مسكوني في تاريخ الكنيسة، وهو مجمع نيقية، عام 3025.
في ختام اللقاء قدم البطريرك المسكوني برثلماوس الأول للبابا لاوُن الرابع عشر هدية هي عبارة عن أيقونة للعذراء مريم كُتبت على جبل آثوس في اليونان، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب التي ألفها. أما الحبر الأعظم فأهدى ضيفه لوحة تجسد معمودية الرب.
زيارة إلى ضريح البابا فرنسيس
هذا وتوجه البطريرك برثلماوس الأول، اليوم التالي إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى بروما حيث زار ضريح البابا فرنسيس. ولدى خروجه من الكنيسة التقى عددًا من الصحفيين وعبر لهم عن قناعته بأنه يمكن متابعة المسيرة المسكونية في الدرب نفسها بشكل يصب في صالح المسيحيين في العالم ومن أجل إحلال السلام. وأكد أن البابا لاوُن الرابع عشر عبّر له عن رغبته في زيارة تركيا لإحياء ذكرى مجمع نيقية، وهي رغبة عبّر عنها في أكثر من مناسبة البابا الراحل فرنسيس، على الرغم من مرضه ومن تراجع وضعه الصحي، ولم يفقد الأمل في القيام بهذه الزيارة الهامة.
وأوضح بأنه لم يُحدد مع البابا موعدًا للزيارة، لكنها ستتم خلال العام الحالي، ربما في شهر نوفمبر تزامنًا مع الاحتفال بعيد القديس أندراوس، كما قال. وذكّر البطريرك بصديقه العزيز البابا فرنسيس، مشيرًا إلى أنه تعاون معه خلال حبريته من أجل خير الكنيسة والبشرية جمعاء، وأضاف أنه وضع الورود على ضريحه وسأله أن يصلي من السماء من أجلنا جميعًا ومن أجل خليفته الذي نعبّر له عن محبتنا الأخوية ونعلق عليه آمالاً كبيرة من أجل مستقبل الكنيسة.
(راديو الفاتيكان)