خادم رعية اللاتين في غزة: المسيحيون يحلمون بسلام عادل.. قمة شرم الشيخ تحمل التفاؤل وقد تشكل بداية لشيء جديد

تزامناً مع انعقاد قمة شرم الشيخ بمصر بمشاركة ثلاثين رئيس دولة تباحثوا في ضمان وقف إطلاق النار ومصير قطاع غزة، أكد خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب جابريل رومانيلي أن المسيحيين يتطلعون بأمل إلى المستقبل، وهم يحلمون بسلام عادل. معربًا عن أمله بأن يتحقق سلام عادل ودائم في المنطقة، عند جانبي الجدار، مع أن العمل على بناء السلام لن يكون أمراً سهلاً إطلاقا إزاء ما خلفه الصراع من دمار وخراب، ومن هذا المنطلق لا بد أن يقدم المسيحيون إسهامهم على صعيد العملية السلمية ويعتنوا بالبشر والحجر.

ما يزالون يشعرون بالخوف والقلق

قال الكاهن الكاثوليكي: إن أبناء الرعية ما يزالون يشعرون بالخوف والقلق، مشيرًا إلى أن ما تحقق في شرم الشيخ قد لا يكون المرحلة النهائية لمسيرة السلام، خصوصًا وأنها ليست المرة الأولى التي تنطلق فيها عملية من هذا النوع قبل أن تبوء بالفشل في مرحلة مبكرة. لكن على الرغم من ذلك، إن قمة شرم الشيخ تحمل على التفاؤل خصوصًا مع حضور قادة العديد من الدول، بينهم الرئيس الأمريكي ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. ورأى أن هذه القمة قد تشكل بداية لشيء جديد، معربًا عن أمله بأن تعود بالفائدة على سكان فلسطين كلهم، لاسيما الغزاويين، وأن تساهم في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

اليوم قطاع غزة مدمر بالكامل

أشار الأب رومانيلي إلى أن قطاع غزة هو مدمر اليوم بالكامل، موضحا أن المدينة التي كان يعرفها السكان قبل الحرب لم تعد موجودة اليوم. وقال: إن الوضع صعب جدا بالنسبة للسكان، لافتًا إلى أن بعض النازحين دُمرت بيوتهم، خلال الأسابيع الماضية، كما أن أحياءً برمتها سويت بالأرض في اليوم الأخير قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وهذا الواقع ولّد حزناً وألماً كبيرين في النفوس، خصوصًا وأن الصراع أدى إلى دمار المستشفيات والجامعات والمدارس، ما يعني توقف الخدمات الرئيسة كالتعليم والصحة.

وبشأن المشاعر السائدة اليوم لدى السكان، قال خادم رعية العائلة المقدسة: إن أبناء الرعية يشعرون بالخوف الشديد، إذ يتوقع معظمهم أن تعود الحرب إلى القطاع، ومع ذلك يجدون أنفسهم مجبرين على العمل والبدء بمسيرة إعادة الإعمار، من خلال مساعدة الأشخاص المحتاجين، مذكرًا أنه بفضل مساعدة بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيتسابالا وعدد من الجمعيات، تمكنت كنيسة العائلة المقدسة من مد يد العون إلى آلاف العائلات في غزة، وهي تواصل هذه المساعدة لغاية اليوم.

وأوضح رومانيلي أن الرعية فعلت الكثير ويتعين على المسيحيين أن يتساءلوا اليوم ماذا يريد منهم الله أن يفعلوا، مشيرًا على سبيل المثال إلى ضرورة فتح المدارس الثلاث التابعة للكنيسة أمام المهجرين، مع أن اثنتين منها تعرضتا للقصف. وسلط الضوء أيضًا على أهمية الصلاة من أجل السلام وعلى نية الضحايا، لافتًا إلى استمرار رتبة السجود للقربان، وتلاوة السبحة الوردية والاحتفال بالقداديس. وقال: إنه يعقد لقاءات يومية مع الأطفال والبالغين، لأن الحياة الروحية تبقى ركيزةً لنشاط الخدمة الذي تقوم به الرعية، هذه الخدمة الموجهة نحو عدد كبير من الفقراء والمرضى والمعوقين.

وعبر خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة عن أمله بأن تنتهي الحرب وأن تشهد المنطقة مرحلة جديدة من السلام المرتكز إلى العدالة، مشددًا على ضرورة احترام حقوق الأشخاص أيًا كانوا، لأن انتهاك هذه الحقوق سيولد مشاكل في المستقبل.

(راديو الفاتيكان)

Exit mobile version