انطلاق يوبيل المرسلين الرقميين والمؤثّرين الكاثوليك

انطلق، الاثنين 28 يوليو، في العاصمة الإيطالية روما اليوبيل المُخصّص للمرسلين الرقميين والمؤثّرين الكاثوليك الذين ينقلون رسالة الإنجيل عبر منصّات التواصل الاجتماعي والمدوّنات والقنوات والتطبيقات الرقمية. ويهدف هذا الحدث إلى إتاحة فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز الرسالة المشتركة في الفضاء الرقمي.

وافتُتح الحدث رسميًّا خلال حفل شارك فيه أمين سرّ الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ونائب عميد دائرة البشارة بالإنجيل المونسنيور رينو فيزيكيلا، وعميد دائرة الاتصالات باولو روفيني وأمين سرّ الدائرة، المونسنيور لوشيو رويز. وشهد اللقاء حضور عدد من المشاركين من العالم العربي، لاسيما من لبنان والعراق، إلى جانب مشاركة الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام.

ويتضمن البرنامج الممتد على مدى يومين عددًا من المحاضرات حول الرسالة الرقميّة في حياة الكنيسة، ومشاركة قيم الإيمان والرجاء والإبداع والفرح عبر الشبكات الرقميّة، بالإضافة إلى حلقات نقاش، ووقفات روحيّة، من أبرزها عبور الباب المقدّس في بازيليك القديس بطرس.

بيئة تتطلّب حضورًا إنجيليًا

أكد الكاردينال بارولين في كلمته الافتتاحيّة أنّ العالم الرقمي ليس مجرد أداة بل أصبح بيئة جديدة تتطلب حضورًا إنجيليًا أصيلًا، مشبعًا بالإنسانية، قادرًا على الحوار، الإصغاء، والسير مع الآخرين، مشدّدًا على أن الرسالة الرقمية ليست مسألة تقنيات، بل شهادة على قرب الله وسط عالم يشوبه في كثير من الأحيان الزيف والكراهية.

وأشار أمين سرّ الفاتيكان إلى ضرورة التمييز الإرسالي لا تكرار النماذج، داعيًا إلى تقديم الإنجيل بإبداع ووفاء. واعتبر أن الرسالة الرقمية تتطلب أسلوبًا مسيحيًا يفضل اللقاء على الخطاب، والخدمة على الشهرة، والشركة على الفردية.

وفي ختام كلمته، دعا المشاركين إلى تخيّل أدوات ومنصات ونماذج جديدة تحمل المعنى الحقيقي للحياة، مستذكرًا وصف البابا فرنسيس للعذراء مريم كمؤثّرة الله بفضل شجاعتها وثقتها. وختم: “جعلُ البيئة الرقمية جديدة، هو تحدٍّ جميل – فلتكن هذه رسالتكم”.

(راديو الفاتيكان)

البابا: ينبغي على المؤثرين الرقميين تعزيز اللقاءات بين القلوب

امتلأت كاتدرائية القديس بطرس بالشباب القادمين من جميع أنحاء العالم، للمشاركة في القداس الإلهي ضمن فعاليات يوبيل المُرسلين الرقميين والمؤثّرين الكاثوليك. وقد ترأس الاحتفال الكاردينال لويس أنطونيو تاجل، نائب عميد دائرة البشارة بالإنجيل في الفاتيكان.

وفي عظته، تأمل الكاردينال في معنى كلمة “التأثير” وما تعنيه بالنسبة للمؤمنين المؤثرين في الفضاء الرقمي.

ما هو التأثير اليوم؟

في عظته، أكد الكاردينال تاجل أن كلّ شخص هو مؤثّر، وفي الوقت نفسه، يتأثّر بالآخرين. وقال إنّ “الحياة اليوميّة نسيج من التأثيرات المتقاطعة”، مشيرًا إلى أنّنا نُبنى ونتشكّل باستمرار من خلال عائلاتنا، أحيائنا، مدارسنا، وبيئاتنا الاجتماعيّة المختلفة.

ونبّه نيافته إلى أنّ فساد هذه الجوانب من الحياة يؤثّر على هويتنا ونوعيّة المجتمع الذي نسعى إلى بنائه. كما أشار إلى العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة، قائلاً: “كما تؤثر علينا الأرض والبيئة، فإن أنشطتنا تؤثر على الكوكب أيضًا”.

وشدّد على أن هذا الحدث اليوبيلي يمثّل دعوة للتأمل في النيّة التي تُغذّي تأثيرنا في هذا العالم، لافتًا إلى أنّ التغيير الحقيقي يبدأ بدوافعنا وكيفية تأثيرنا على الآخرين. وأضاف أنّ بعض الناس يستخدمون الدعاية الكاذبة أو الابتزاز أو الرشوة كأدوات تأثير، بينما يختار آخرون الحرب والقصف والتجويع القسري كوسائل ضغط. وتساءل: أي نوع من التأثير نريد أن نمارسه نحن كمؤمنين؟ وهل يُعبّر تأثيرنا عن حضور الله في العالم؟

الله هو مؤثرنا

انتقل الكاردينال تاجل في عظته إلى قراءات اليوم ليجيب على السؤال: ما هو التأثير؟ مشيرًا إلى أنّ الله لم يُرسل رسالة نصيّة أو بريدًا إلكترونيًّا مرفقًا، بل أرسل إلينا ابنه الوحيد. وأكد أنّ رسالة الإنجيل تدعونا لأنّ نسمح ليسوع أن يوثّر فينا بمحبّة الله، لكي نصبح بدورنا مصدر تأثير خيّر في حياة الآخرين.

دعوة البابا لاون للسلام

في ختام القداس، توجه البابا لاون الرابع عشر إلى الشباب بكلمة مؤثرة بثلاث لغات: الإسبانية والإنجليزية والإيطالية. واستهل رسالته بالدعوة مجدّدًا إلى إنهاء العنف، مؤكدًا “كم نحن بحاجة ماسة إلى السلام في هذه الأوقات التي مزقتها العداوة والحرب”.

وشدّد على أن إعلان السلام هو رسالة الكنيسة وجوهر هذا اليوبيل، قائلاً: “يجب البحث عن السلام وإعلانه ونشره في كل مكان؛ سواء في بؤر الحرب المأساويّة أو في القلوب التي فقدت معنى الحياة”. ولذلك، أكد أن المُرسلين الرقميين يلعبون دورًا محوريًا في نشر هذه الرسالة إلى أقاصي الأرض.

لنجعل ثقافتنا إنسانيّة

وتابع البابا حديثه محذرًا من تحديات العصر الرقمي، حيث يلتقي المؤثّرون يوميًّا يعانون في صمت عبر الانترنت، ودعاهم إلى البحث عن “جسد المسيح المتألم” في كل شخص يلتقون به عبر شبكة الإنترنت. وقال: “علينا أن نضمن –كل واحد منكم– أن تبقى ثقافتنا إنسانيّة”. ولأنّنا نعيش في مجتمع وثقافة تكنولوجيّة، شدّد البابا على أن لا شيء من صنع الإنسان يجب أن يُستخدم للنيل من كرامة الآخر، داعيًا المؤثّرين إلى تعزيز الإنسانيّة المسيحيّة في قلب الثقافة الرقميّة.

إصلاح الشبكات

وفي تأمل لواقع العالم المتغيّر، أكد البابا لاون الرابع عشر أنّ الكنيسة لم تتقاعس يومًا أمام التحوّلات التاريخيّة، بل كانت حاضرة ومبشّرة. وفي هذا السياق، دعا قداسته إلى “العمل معًا لتطوير أسلوب تفكير ولغة عصرنا، تُعبّر عن المحبّة”.

وأكثر من مجرد إنشاء محتوى، حثّ البابا لاون الرابع عشر هؤلاء المُرسلين الرقميين على بناء لقاءات بين القلوب. وتابع قائلًا إنّ هذا يقود إلى نداء آخر: إصلاح الشبكات. شبكات العلاقات، والمحبة، والتبادل الحر، حيث تتجذّر الصداقات.

وأكد أنّنا مدعوون لإصلاح الشبكات التي “تُتيح المجال للآخرين أكثر من أنفسنا، حيث لا يمكن لأي ’فقاعة ترشيح‘ أن تُسكت صوت الأضعف”. من خلال ذلك، يمكننا بناء شبكة واحدة من الله. وفي ختام كلمته، شكر البابا الشباب الحاضرين على كل ما بذلوه من جهد، وشجعّهم على مواصلة مسيرتهم نحو الوصول إلى أقاصي الأرض عبر الوسائل الرقميّة.

(راديو الفاتيكان)

Exit mobile version