النائب الرسولي في لبنان: من دون اليونيفي قد يختفي لبنان عن الخارطة الدوليّة

اعتبر المطران سيزار آسايان، النائب الرسولي بلبنان، أن رحيل اليونيفيل عن جنوب لبنان قد يعني اختفاء لبنان عن الخارطة الدوليّة، يأتي ذلك بعد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنهاء مهمة حفظ السلام في جنوب لبنان، حيث باتت تتساءل الأسرة الدولية عن الخطوات الواجب اتخاذها للحفاظ على التوازنات الإقليمية.

بحسب القرار، الذي جرت مفاوضاته على مدى أسبوعين بشكل رئيسي بين الولايات المتحدة وفرنسا، فإن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي أُنشئت عام 1978 ستبدأ “انسحاباً تدريجياً ومنظّماً من جنوب لبنان اعتباراً من 31 ديسمبر 2026 وعلى مدى عام كامل”، وذلك “بهدف جعل الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب البلاد”. وخلال هذه المرحلة الانتقالية الممتدة لعام واحد، سيكون على اليونيفيل ضمان أمن وخدمات أفرادها (الذين يزيد عددهم قليلاً عن 10 آلاف عنصر) أثناء الانسحاب. كما أن المهمة، التي تقودها حالياً إيطاليا، ستتعيّن عليها أيضًا “المساهمة في حماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية عبر قنوات مدنية، ضمن حدود قدراتها”. ويطالب القرار كذلك الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب إلى جنوب الخط الأزرق، وهو خط الحدود الفعلي بين البلدين، “بما في ذلك المواقع الخمسة التي ما تزال تحتفظ بها في الأراضي اللبنانية”، وهو بند لم يعلّق عليه حتى الآن وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقد اتُّخذ القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 28 أغسطس، عندما صوّت الأعضاء الـ15 على نص القرار الذي كانت الولايات المتحدة قد دفعت باتجاهه بقوة، لكن مع تخفيفه مقارنةً بالصياغة الأصلية التي كانت تفرض مهل انسحاب أكثر صرامة. أما ردود الفعل الدولية الأولى على الإعلان عن نهاية أطول مهمة في تاريخ الأمم المتحدة (بدأت عام 1978) فقد جاءت متباينة، ما يبرّر الإحساس بحالة من عدم اليقين إزاء تداعيات هذا القرار.

(راديو الفاتيكان)

Exit mobile version