تحت شعار” السلام مع الخليقة – آفاق روحية وعملية من الشرق”، شاركت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، في المؤتمر الثاني للاهوت البيئي، وذلك بالكاتدرائية المرقسية للأقباط الأرثوذكس، بالعباسية.
نظّم المؤتمر مجلس كنائس الشرق الأوسط، من خلال دائرة الشؤون اللاهوتية والعلاقات المسكونية، بالتعاون مع رابطة الكليات والمعاهد اللاهوتية بالشرق الأوسط، وبالشراكة مع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية، واتحاد عمل الكنائس مجتمعة، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مثل الكنيسة الكاثوليكية بمصر في المشاركة: الأب أندراوس فهمي راعي كنيسة القديس أثناسيوس الرسولي للأقباط الكاثوليك، بمدينة السادس من أكتوبر، وعميد كلية العلوم الدينية، بالسكاكيني، والأب ميلاد شحاتة، مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية، والمهندس عصام عياد، سكرتير مكتب الأمانة العامة، بمجلس كنائس مصر، بحضور الأستاذ الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
تضمن المؤتمر مداخلة من الأب ميلاد شحاتة، كما ألقى الأب أندراوس فهمي محاضرة بعنوان “العلاقة بين التدهور البيئي والحرب”، انطلاقًا من التعليم الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية، والأسس الكتابية المتعلقه بالخلق، وأن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، في سبيل إيجاد فكر لاهوتي أخلاقي مشترك، حيث تعزيز القيم: مثل العدالة، والحرية، والمحبة، والسلام، وكيفية الوصول معًا للعمل اللاهوتي القابل للتطبيق لجميع الطوائف.
جمع المؤتمر أساقفةً، وكهنةً، ولاهوتيين وخبراء بيئة من الكنائس الأعضاء في مجلس كنائس الشرق الأوسط، بجانب ممثلين عن منظمات تنموية، للتأمل في سبل تعزيز العدالة البيئية، والعمل الكنسي المشترك، من أجل رعاية الخليقة، كما شارك في الجلسة الافتتاحية عدد من رؤساء الكنائس، وممثلي المجالس الكنسية.
وفي كلمته، أشار الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط إلى أن “السلام مع الخليقة” ليس مجرد شعار، بل هو دعوة روحية وأخلاقية موجهة إلى جميع الكنائس، لتجديد التزامها بخدمة الإنسان، والطبيعة معًا، كما قدّم الأب أنطوان الأحمر، مدير دائرة الشؤون اللاهوتية والعلاقات المسكونية، عرضًا شاملًا لأهداف المؤتمر، وأبعاده اللاهوتية، والعملية.
وشهد المؤتمر أربع جلسات رئيسية تناولت مفهوم “السلام مع الخليقة” من المنظور الكتابي، والآبائي، والليتورجي، والبيئي.
كذلك، شهد المؤتمر إطلاق مشروع “الكنيسة البيئية”، وهو مبادرة مشتركة بين مجلس كنائس الشرق الأوسط، ومنظمة آروشا لبنان بدعم من دانميشن.
وتهدف هذه المبادرة إلى تشجيع الكنائس المحلية على تبنّي ممارسات بيئية مستدامة في أنشطتها الروحية، والإدارية، والخدمية.
واختُتمت فعاليات المؤتمر بجلسة حوارية موسعة تناولت أهم التحديات التي تواجه الكنائس، والمنظمات البيئية في استكمال خطط التنمية البيئية المستدامة، من أبرزها: نقص الكوادر الكنسية المتخصصة في المجال البيئي، وصعوبات التمويل، والحاجة إلى إشراك المجتمعات المحلية بصورة أوسع في المشروعات البيئية.
واختُتم المؤتمر بصلاة مسكونية مشتركة شارك فيها رؤساء، وممثلو الكنائس في مصر، في ختام موسم الخليقة 2025، حيث رفع الجميع صلواتهم من أجل سلام الأرض والخليقة، وتجديد التزام الكنيسة بخدمة الإنسان، وكل ما أبدعه الله من جمال في الكون.
جاء هذا المؤتمر ليؤكد أن الكنيسة ليست بعيدة عن قضايا البيئة، والتنمية المستدامة، بل هي حاضرة في قلب هذا العالم برسالتها الروحية والإنسانية، شاهدةً على أن الإيمان الحقّ يقود إلى مسؤوليةٍ حقيقية تجاه الخليقة.
وبروح الشركة والوحدة، تواصل الكنائس في الشرق الأوسط التزامها بأن تكون صوتًا للسلام، وعدالة الخلق في عالمٍ يئنّ من الأزمات البيئية، والمناخية.
(المكتب الإعلامي الكاثوليكي)