الكاردينال تسوبي: الدرب الوحيدة أمامنا اليوم هي أن نقول “كفى” للحروب

وجه رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماثيو تسوبي رسالة فيديو إلى المشاركين في مؤتمر تستضيفه جنيف، بمناسبة الذكرى المئوية لولادة الأب أوريستي بينزي، مؤسس جماعة البابا يوحنا الـ23، وعُقد في إطار أعمال الدورة السنوية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

شدد نيافته على ضرورة أن نقول كفى للحرب، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لحل الصراعات، معتبرًا أن هذا الموقف ليس موقف الحالمين، بل الأشخاص الواقعيين، وهو العمل الأنسب الذي ينبغي أن نتركه للأجيال القادمة. ويُعقد المؤتمر تحت عنوان: “كفى للحروب! بناء السلام من خلال حقوق الإنسان والتنمية والتضامن الدولي”.

رأى الكاردينال الإيطالي أن العمل من أجل إنهاء الحروب يكمن في صلب الأسباب التي أدت إلى ولادة الأمم المتحدة، وهذا المبدأ هو الأقدم والأنبل لدى المنظمة الأممية، وهو بأمس الحاجة اليوم إلى إعادة النظر في كيفية جعله أداة ملائمة لزمننا الراهن. وتطرق الكاردينال إلى مفهوم “توازن القوى”، مشيرًا إلى أنه مفهوم غير مستقر ويقود في نهاية المطاف إلى تحدي استخدام القوة، ما يعني أنه يؤدي إلى إعادة التسلح عوضا عن نزع السلاح.

وذكّر رئيس مجلس أساقفة إيطاليا، بأن العالم يشهد اليوم حرباً عالمية ثالثة مجزّأة، كما قال البابا الراحل فرنسيس في عدة مناسبات، ما يعني أن الجماعة الدولية مدعوة إلى الاهتمام بكل جزء من هذه الأجزاء. وتوقف نيافته بعدها عند الخطاب الذي ألقاه البابا الراحل بولس السادس في الأمم المتحدة لستين سنة خلت، وبالتحديد في 4 أكتوبر من 1965 قبل فترة وجيزة على انتهاء أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وأشار إلى أن المنظمة الأممية تشكل بحد ذاتها الدرب التي لا غنى عنها بالنسبة للحضارة المعاصرة، وشدد على ضرورة أن نلتزم جميعا في عدم مواجهة بعضنا البعض.

سلام منزوع السلاح

ولم تخلُ كلمات نيافته من الإشارة إلى دعوات البابا لاوُن إلى سلام منزوع السلاح ويقود إلى نزع السلاح، دون أن ينسى المقولة الشهيرة للرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، التي اقتبسها البابا مونتيني في خطابه أمام الأمم المتحدة، عندما قال: إما أن تُنهي البشريةُ الحرب، وإلا أنهت الحرب البشرية.

من جانبه اعتبر البروفيسور ستيفانو زامانيي، أستاذ والرئيس الفخري للأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية، أن بقاءنا على قيد الحياة يعتمد على المبدأ الخلقي لتعددية الأطراف، مشيرًا إلى وجود فرق بين تعددية الأطراف وتعددية الأقطاب السائدة في العالم اليوم على الصعيد الجيوسياسي.

وقال: إن تعددية الأقطاب ترتكز إلى توازنات القوى، فيما تستند تعددية الأطراف إلى القواعد والقوانين. وأكد أن الحروب مستعرة في العالم اليوم، والدبلوماسية تنازع بسبب سيطرة منطق السلطة والنفوذ، لافتا إلى أن تعددية الأقطاب بدون المبدأ الخلقي لتعددية الأطراف تقود إلى الحروب والفوضى. وختم الأستاذ الجامعي كلمته مشددًا على الحاجة الملحة لثقافة السلام بغية تطبيق مبادرات ملموسة كإنشاء وزارات للسلام وأجهزة مدنية تُعنى بالسلام.

(راديو الفاتيكان)

Exit mobile version