أخبار مشرقية

رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك: المسيحيون ليس لديهم تخوف ومتواجدون ونريد المشاركة في بناء بلادنا

رفض المطران يوحنا بطاح رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك، بشدة وصف المسيحيين بسوريا بـ”الأقلية”، قائلًا: نحن مكوّن أساسي في سوريا، والكل ضيوف عندنا، أنا من حي الغساني ونحن عرب مسيحيون قبل الإسلام، الجميع هم ضيوف عندنا، كل شعوب الشرق ضيوف عند المسيحية، وليس لدينا تخوف.. ذهب نظام ديكتاتوري، وجاء نظام آخر، وهم يقولون إننا في مرحلة انتقالية، ولن يستمروا، المؤكد هو أن الحكومة من لون واحد، لكن ليس لدينا تخوف.. نحن متواجدون ونريد أن نشارك، ونعقد لقاءات مع الجميع.. مع رجال الإكليروس، مع العلمانيين، مع المثقفين، مع المحامين، وسنكتب رؤيتنا المستقبلية لسوريا.

وحول ملاحظات المسيحيين السوريين بشأن النظام الجديد ذو الخلفية الإسلاميّة المتشددة، قال المطران يوحنا: مثال على الملاحظات، أننا في أيام عيد، وكان من المفترض أن يأتوا لمعايدة رؤساء الطوائف، ولكنني لم أر أحد اليوم –الموافق يوم عيد الميلاد- باستثناء القوة التي تحمي المنطقة، شباب طيبون، قالوا نحن هنا لحمايتكم، كان يحمل بندقية، فقلت له.. إذا سمحت اترك البندقية في الخارج قبل الدخول إلى الصالون، وقاموا بمعايدتنا بكل احترام. هم يمثلون القيادة، ولكن لم يأت أحد من المسؤولين الكبار.

واستكمل المطران: هم حفظوا الأمن من حيث المبدأ، وقمنا بالصلاة في كل الكنائس دون أي اعتداء، أما بشأن الاعتداء الذي في الصقيلبية وحرق شجرة عيد الميلاد، قالوا: إن من ارتكب ذلك أجانب، وبالتالي ما هو وضع الأجانب؟ نرحب بأبناء البلاد ولكن ينبغي أن نجد حلا للمسلحين الأجانب.

لا يمكن قبل الفكر الإسلامي المتعصب

وبشأن توقعات المسيحيين حول مستقبل سوريا، قال المطران يوحنا: إن سوريا بلد حضاري، سوريا بوابة الشرق، لا يمكن أن تقوم دولة إسلامية في سوريا، وحتى الإسلام السني في سوريا رفض داعش، لا يمكن قبول هذا الفكر الإسلامي المتعصب، نحن والمسلمون نعيش معًا، ومن الممكن أن يشاركوا في الحكم، ولا ينبغي أن تكون الشريعة هي المصدر الوحيد للدستور، وإنما أحد المصادر، هم شاطرين بالشرع ونحنا أيضًا شاطرين بالشرع، سنكتب تاريخ سوريا معًا، لا يمكن أن يقوم طرف واحد بذلك.

وشدد رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك؛ لقد دخلوا البلاد بدون مقاومة، وبالتالي من المفترض تسليم السلطة لحكومة ائتلافية، لحكومة مدنية، ونتعاون جميعًا. نحن نمد أيدينا لكي نعمر بلادنا ونجاول خلق تفاؤل لشبابنا، دون سيطرة طرف واحد، لا نقبل بمنطق إما أنا إما أنت، البلد هو أنا وأنت معًا، نريد أن نبني بلدنا، وتصبح سوريا حرة ومصدر الأمان والرجاء لكل المحيط”.

وأكد المطران يوحنا: نحن لسنا بخائفين.. والخوف اختفى.. ربما ظهر وقت دخولهم من أن يتصرفوا بطريقة أخرى، نحن لسنا في سيناريو أفغانستان ولا العراق ولا ليبيا، السيناريو السوري كان محترمًا للغاية، من الصحيح أنهم عندما دخلوا قاموا لفترة طويلة بإطلاق الرصاص في الهواء وكانت كميات كبيرة من الذخيرة، وهذا أخاف الناس، ولكنهم لم يعتدوا على أحد، لقد زال الخوف، والسؤال الذي يقلقنا اليوم هو كيف سنكتب دستورنا؟ وسألتقي مع مثقفين ومع محامين ومع رجال دين وعلمانيين من أجل نصيغ معا فكرتنا لسوريا المستقبلية.

(أبونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى