أخبار مشرقية

الكاردينال تشيرني يُشدد على أهمية استقبال المهاجرين وحمايتهم والحاجة إلى رد مسيحي على أزمة الهجرة بالمنطقة

عُقد في مدينة بنما من 19 لـ22 أغسطس لقاء للأساقفة وعاملي رعوية المهاجرين في أمريكا الوسطى والشمالية والكاريبي، وقد اختير موضوع اللقاء “السير مع المهاجر واللاجئ” وذلك من أجل تعامل أكثر تكاملا مع أزمة الهجرة والالتزام بالقيام بأعمال تعزز الكرامة الإنسانية للمهاجرين، وفي إطار مشاركته في هذا اللقاء ترأس الكاردينال مايكل تشيرني عميد الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة قداسا إلهيا في كاتدرائية القديسة مريم، وشدد في عظته على أهمية استقبال المهاجرين وحمايتهم، مذكرا بدعوات البابا فرنسيس وبالحاجة الضرورية إلى رد مسيحي على أزمة الهجرة في هذه المنطقة.

وبدأ الكاردينال تشيرني عظته قائلًا: إنه كان قد أعد عظة مكتوبة ليقرأها، إلا أنه يفضِّل التحدث من القلب وذلك عقب الزيارة التي قام بها إلى مركز “لاخاس بلانكاس” لاستقبال المهاجرين في منطقة داريين على الحدود بين بنما وكولومبيا، ثم توقف عميد الدائرة عند الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المهاجرون لدى وصولهم وذلك عقب قيامهم برحلات خطيرةـ وتحدث عمن التقى من مهاجرين في المركز المذكور فقال إنهم أشخاص يأتون من الجحيم ويعودون اليوم إلى أرض البشر.

وأشار من جهة أخرى إلى الأصول المختلفة لمن رأى من مهاجرين حيث هناك من يأتي من أماكن بعيدة حسبما ذكر مثل نيبال وأنغولا أو من يأتي من هايتي وفنزويلا، وتوقف عند ما يواجهه مهاجرو اليوم من أوضاع قمع وانتهاك، غياب أمن وتمييز، كما ويواجهون الجوع والعطش والإرهاق المرض، كل هذه المعاناة ستفقد قيمتها في حال قوبل هؤلاء الأشخاص باستقبال مسيحي، أخوي وإنساني.

وفي حديثه عن الرد المسيحي على أزمة الهجرة في هذه المنطقة توقف الكاردينال تشيرني عند ما يشعر به المهاجرون من عدم يقين، وواصل مذكرًا المؤمنين بكون الكنيسة مدعوة إلى استقبال وحماية من اضطروا إلى الرحيل عن أوطانهم، وتوقف عميد الدائرة ومن هذا المنطلق عند هذا اللقاء للأساقفة والعاملين الرعويين فقال إنه حدث يهدف إلى تطوير رعوية هجرة تشمل منطقة الأمريكيتين بكاملها، من كولومبيا حتى كندا والكاريبي، وأضاف أن هذه الجهود هي تعبير عن رغبة الكنيسة في أن تكون أداة الله من أجل إيجاد أوساط يطبعها الاستقبال والدعم للمهاجرين في الرعايا والأبرشيات.

وسلط الكاردينال مايكل تشيرني الضوء على أن كل لقاء مع مهاجر هو لقاء مع المسيح الذي يدعونا إلى فتح أبوابنا وقلوبنا، وتابع واصفًا هذا اللقاء بخيرة تُغيِّر وتتحدى كل مؤمن من أجل الإجابة بسخاء ومحبة، وأضاف أن هؤلاء المهاجرين المساكين يمكنوننا من لقاء وجه الرب، ودعا الجماعة المسيحية إلى عدم إغلاق الأبواب أمام من يبحثون عن ملجأ وعن رجاء، وشدد الكاردينال تشيرني على أن كل مشاريع الكنيسة وجهودها يجب أن تتمحور حول استقبال وحماية الأشخاص الأكثر ضعفا وتأكيد الالتزام المسيحي إزاء من يضطرون إلى الرحيل بحثا عن بداية جديدة في أرض غريبة.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى