أخبار مشرقية

الأب باتريك شاديني الكرمليّ: خمس كلمات للبابا فرنسيس

في هذه اللحظات، نشعر جميعًا بهشاشة مشاعرنا بسبب رحيل البابا فرنسيس، والتحليلات التي يمكن أن نقوم بها حول حبريته ليست موضوعية، بل متأثرة بالمشاعر المتناقضة. كل واحد يأخذ “جزءًا أو عبارة” تناسبه وينسى الباقي. علينا أن نمنح الوقت حقّه، حتى نتمكن من رؤية ثمار حبريته. إن بذور الرجاء التي زرعها في الأرض ستؤتي ثمارها، كما في المَثَل الإنجيلي في متى 13، لقد سمعناه جميعًا، ولكن ليس بنفس المشاعر.

خمس كلمات

من بين جميع الكلمات التي نطق بها في مختلف لحظات خطاباته، يبدو لي أن هناك “خمس كلمات” قد وجّهت أفعاله.

1.     يسوع: كان اسم يسوع والإنجيل من الكلمات التي وجّهت حبريّة البابا فرنسيس كلّها. فقد تمحورت رسالته حول إعلان الإنجيل للجميع، في روح الأخوّة والاحترام تجاه الأديان الأخرى.

2.     السلام: في عالم مجروح ومعذّب بسبب كثرة الحروب، أصبحت كلمة “السلام” لازمة متكررة في خطابات البابا فرنسيس. السلام يعني نزع السلاح،والالتزام بالحوار، فالحرب هي شرّ دائم. ومن خلال هذه الكلمة، وجّه البابا رسالته إلى الجميع، صغارًا وكبارًا.

3.     الآخِرون: أصبح “الآخِرون” في الإنجيل هم “الأوائل” في اهتمام البابا فرنسيس. لكن من هم هؤلاء الآخرون؟ هم السجناء، والمهاجرون، والفقراء، والمهمشون، وكل من يعيش في الهوامش الوجودية.

4.     الأخوّة الإنسانية الشاملة: كسر الحواجز، سواء كانت عرقية أو أيديولوجية أو دينية، فـ “الجميع، كل الناس” هم أبناء لنفس الإله، ونحن جميعًا إخوة وأخوات. لا أحد مستثنى.

5.     الحوار: لا للإدانة أبدًا، نعم للحوار دائمًا، أن ننظر في عيون بعضنا البعض. الحوار ممكن دائمًا إذا كنا نرغب في السلام. للعيش بسلام، لا بد من الحوار من اجل إيجاد نقاط مشتركة والدفاع عن كرامة الإنسان.

يمكننا اختيار كلمات أخرى، لكنني اخترت هذه الكلمات لأنها جعلتني أراجع طريقتي في التصرف، في النظر إلى الأمور، وفي العمل داخل عالمي الصغير. ربما هناك كلمات أخرى تُعدّ مهمة بالنسبة لك، لكن هناك كلمات وصفها البابا فرنسيس بـ “القيم غير القابلة للتفاوض”، وهي قيم يمكننا الحوار حولها، ولكن لا يمكننا التخلّي عنها، لأنها جزء من هويتنا الإنسانيّة والمسيحيّة والدينيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى