تلا قداسة البابا لاوُن الرابع عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها بينما يقترب العام الليتورجي من نهايته، يجعلنا إنجيل اليوم نتأمّل حول مخاض التاريخ ونهاية الأشياء. وبما أنَّه يعرف قلوبنا، يدعونا يسوع، إذ ينظر إلى هذه الأحداث، أولاً إلى عدم الاستسلام للخوف: “وإِذا سَمِعتُم بِالحُروبِ والفِتَن، فلا تَفزَعوا”.
تابع الحبر الأعظم يقول: إن نداءه آنيٌّ جدًا؛ للأسف في الواقع نحن نتلقى يوميًا أنباء صراعات وكوارث واضطهادات تُعذِّب ملايين الرجال والنساء. ولكن، سواء أمام هذه الآلام أو أمام اللامبالاة التي تريد تجاهلها، تُعلِن كلمات يسوع أن اعتداء الشر لا يمكنه أن يقضي على رجاء الذين يضعون ثقتهم فيه. فكلما ازداد الظلام كاللَّيل، كلما أشرق الإيمان كالشمس.
أضاف الأب الأقدس يقول لمرتين في الواقع أكد المسيح أنه “من أجل اسمه” سيتعرض الكثيرون للعنف والخيانة، ولكن عندئذٍ بالتحديد ستُتاح لهم فرصة تقديم الشهادة. وعلى مثال المعلم، الذي كشف على الصليب عظمة محبته، فإن هذا التشجيع يَعنينا جميعًا. إنَّ اضطهاد المسيحيين في الواقع لا يحدث بالأسلحة وسوء المعاملة فحسب، بل بالكلمات أيضًا، أي عبر الكذب والتلاعب الأيديولوجي. وعندما نُضغَط بهذه الآلام، الجسدية والمعنوية، بشكل خاص، نحن مدعوون لكي نقدّم شهادة للحق الذي يخلص العالم، وللعدالة التي تُحرر الشعوب من الظلم، وللرجاء الذي يدل الجميع على درب السلام.
تابع الحبر الأعظم يقول إن كلمات يسوع، بأسلوبها النبوي، تشهد بأن كوارث التاريخ وآلامه لها نهاية، بينما قدرُ فرح الذين يعترفون به مخلصًا أن يدوم إلى الأبد. “بِثَباتِكُم تكتَسِبونَ أَنفُسَكم”: إن وعد الرب هذا يغرس فينا القوة لمقاومة الأحداث التاريخية المُهدِّدة وكل إساءة؛ فلا نبقينَّ عاجزين أمام الألم، لأنه هو نفسه يعطينا “الكَلام والحِكمَة”، لنعمل دائمًا الخير بقلب مُتَّقِد.
وختم البابا لاون كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول أيها الأعزاء، على مر تاريخ الكنيسة، يُذكِّرنا الشهداء بشكل خاص بأن نعمة الله قادرة على أن تُحوِّل العنف نفسه إلى علامة فداء. لذلك، وإذ نتحد بإخوتنا وأخواتنا الذين يتألمون من أجل اسم يسوع، فلنلتمس بثقة شفاعة العذراء مريم، معونة المسيحيين. لتُعزِّينا وتعضدنا العذراء القديسة في كل محنة وصعوبة.
(راديو الفاتيكان)
