
البابا فرنسيس عن الإعلام والرجاء
“شاركوا بوداعة الرّجاء الّذي في قلوبكم” هو عنوان الرّسالة الّتي أصدرها البابا فرنسيس لليوم العالميّ الـ59 لوسائل الاتّصالات الاجتماعيّة، متوجّهًا في سطورها إلى الصّحفيّين والإعلاميّين داعيًا إيّاهم أن يكونوا “ناقلي رجاء” وبحسب روح الإنجيل.
وفي هذه الرّسالة كتب البابا: “في زمنا هذا المطبوع بالتّضليل والاستقطاب، حيث تتحكّم بضعة مراكز السّلطة في كتلة غير مسبوقة من البيانات والمعلومات، أتوجّه إليكم مدركًا مدى ضرورة عملكم كصحفيّين وإعلاميّين اليوم أكثر من أيّ وقت مضى. نحن بحاجة إلى التزامكم الشّجاع بوضع المسؤوليّة الشّخصيّة والجماعيّة تجاه الآخرين في محور الإعلام. وإذ أفكّر في اليوبيل الّذي نحتفل به هذا العام كزمن نعمة في مثل هذه الأوقات المضطربة، أودّ من خلال هذه الرّسالة أن أدعوكم لكي تكونوا ناقلين للرّجاء، انطلاقًا من تجدُّد في عملكم ورسالتكم بحسب روح الإنجيل.
أحلم بإعلام قادر على أن يجعلنا رفقاء درب للعديد من إخوتنا وأخواتنا، لكي يُضرم فيهم الرجاء مجدّدًا في هذه الأوقات العصيبة.
أحلم بإعلام قادر على التحدث إلى القلب، وعلى أن يثير مواقف انفتاح وصداقة؛ وقادر على أن يُركِّز على الجمال والرجاء حتى في أكثر المواقف التي تبدو بائسة؛ وأن يولِّد الالتزام والتعاطف والاهتمام تجاه الآخرين.
أحلم بإعلام يساعدنا على أن نعترف بكرامة كل كائن بشري ونعتني ببيتنا المشترك معًا.
أحلم بإعلام لا يبيع الأوهام أو المخاوف، بل يكون قادرًا على أن يعطي أسبابًا للرجاء.
في هذا اليوبيل لعالم الإعلام، أطلب أن يتم الإفراج عن جميع الصحفيين المسجونين ظلمًا، لأن حرية الصحفيين تُسهم في نمو حريتنا جميعًا. حريتهم هي حرية لكل فرد منا.
أوجّه نداءً إلى جميع الإعلاميين في العالم: أروا أيضًا قصص رجاء، ليكن سردكم للأحداث أيضًا سردًا للرجاء. ابحثوا عن فتات الخير الخفي حتى عندما يبدو أن كل شيء قد ضاع، واسمحوا للآخرين أن يرجوا على غير رجاء.
أود أن أشكر جميع العاملين في مجال الإعلام الذين يعرّضون حياتهم للخطر لكي يبحثوا عن الحقيقة وينقلوا أهوال الحرب. لنصلِّ معًا من أجل الذين فقدوا حياتهم في هذا العام الأخير، الذي كان من بين الأكثر فتكًا للصحفيين.
(راديو الفاتيكان)