“من الناصرة بدأت الحكاية”.. كتاب لميشيل صليبا كردوش، المولود في الناصرة في 9 سبتمبر سنة 1936، حين كانت فلسطين تشهد أواخر الإضراب العام (1936 – 1939) احتجاجاً على السياسة التي انتهجتها بريطانيا الانتدابية، رأى بأم العين في طفولته أفواج النازحين إلى الناصرة.
“الكتاب” هو سرد لمجموعة أحداث عاشها المؤلف على مدى سنين العمر، وتحتل الطفولة وسنوات الصبا حيزاً كبيراً في هذه السيرة، لما كان لها من أثر على حياته وصقل شخصيته وتجذر هويته.
يروي الكاتب ما اختبره، بحلوه ومره، بصراحة تامة وشفافية، متخذاً من الإصرار والعزم ركيزة يمكن لكل من يواجه الظلم والتحديات الصعبة بعيداً عن الأهل والوطن أن يعتمد عليها، مؤمناً بأن الأفضل قادم لا محال.
يروي “كردوش” مشاركته هو وأطفال الناصرة مقاعد الدراسة، قبل أن يقرر مغادرة مدينته سراً والتوجه شمالاً نحو الحرية، وفي أعقاب نجاحه في ذلك واجه تحديات جمة متنقلاً بين دول الجوار، حتي استقر بمصر حيث درس في جامعة أسيوط وتخرج فيها مهندساً، ثم قصد ألمانيا لأستكمال دراسته والعمل هناك.
وانتقلت معه زوجته إلى كندا، ومن بعدها إلى الولايات المتحدة، ثم تنقل بين دول أوروبا والشرق الأوسط في إطار عمله مهندساً في مجال استكشاف واستخراج النفط، ومن ثم بين الولايات المتحدة والصين في إطار تصنيع وتجارة قطع تتعلق بطابعات الحواسيب.
زار “كردوش” الناصرة لكن في وقت لاحق مُنع من زيارتها ثانية، وهو الآن مقيم مع عائلته في الولايات المتحدة، متنقلاً بين تكساس وكولورادو، وينشط في إطار الجالية العربية في هيوستن ـ تكساس.